"بيت العائلة" الحائر بين المجاملات والمجالس العرفية.. القانون يغيب والمسكنات ليست الحل.. خبراء: نظام المشايخ والقساوسة "غير فعال".. و"الحساب" وسيلة القضاء على "الطائفية"
"بيت العائلة المصرية" هو أحد الكيانات التى أنشئت من أجل التصدى للفكر المتطرف، ومحاولة علاج الفتن الطائفية فى مصر، حيث أسسه شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوى، بالتعاون مع البابا شنودة الثالث عام 2010، ومقره الرئيسي في الأزهر بالقاهرة.
ويتألف تشكيل بيت العائلة المصرية من عدد من علماء الدين المسلمين ورجال الكنيسة القبطية، وممثلين عن مختلف الطوائف المسيحية بمصر وعدد من المفكرين والخبراء.
الأهداف
ويعمل بيت العائلة المصرية على نشر ثقافة التعايش السلمى، والمحبة فى المجتمع المصرى بالحضر والريف، والحفاظ على النسيج الاجتماعي لأبناء مصر بالتنسيق مع جميع الهيئات والوزارات المعنية في الدولة، كما يختص برسم السياسات العامة ومتابعة الأنشطة، بينما ينشأ مجلس تنفيذي يختص بتنفيذ السياسة العامة لبيت العائلة.
ويعتبر بيت العائلة الكيان الأول الذى يتدخل فى أى أعمال طائفية تقع فى كل محافظات مصر، حيث يعمل المشايخ والقساوسة على احتوائها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية فى جلسات عرفية يغيب فيها القانون لصالح العرف.
لكن بالرغم من الأهداف التى يعمل بيت العائلة على تحقيقها، إلا أنه حتى الآن لم يقدم حلولا حقيقية لحل أزمة الفتنة الطائفية، خاصة التى تشتعل فى محافظة المنيا بين الحين والآخر، حتى صار البعض يتهم بيت العائلة المصرية بأنها لم تقدم أى حلول لمنع إحداث الفتن، وصار الأمر جلسات عرفية دون جدوى.
لم شمل طرفي الأمة
فى البداية، يقول الدكتور الدكتور جمال عبد الناصر، وكيل وزارة الأوقاف السابق، إن بيت العائلة المصرية الذى أنشئ عام 2010 كان الهدف منه جمع الشمل بين طرفى الأمة المصرية، ففكرة إنشاء هذا البيت كانت تهدف إلى احتواء الخلافات بين المسلمين والأقباط، لافتًا إلى أن هذه الخلافات تكون بفعل فاعل ويغذيها بعض الأطراف الأخرى.
وأكد وكيل وزارة الأوقاف، لـ"العربية نيوز" أن بيت العائلة لابد أن يكون له دور أكبر من ما هو عليه الآن، ولابد أن يمنع مؤشرات الخلاف، مطالبًا بحل قانونى لأى خلاف يقع بين أى مسلم ومسيحى؛ لأن هما فى النهاية ينتميان إلى الدولة المصرية، فلابد أن نعلي من قيمة القانون خاصة فى المشاكل والأزمات الطائفية، ولابد أن نقول للمخطئ إنه مخطئ، مؤكدًا أن ذلك دورًا دينيًا هامًا يمكن أن يساعد فى حل المشكلة.
تطييب خواطر
ومن جهه أخرى، أكد هانى دانيال الباحث والمفكر القبطى، أن فكرة بيت العائلة المصرية ليست بالجديدة، فمنذ عقود يتم تشكيل بعض الجمعيات المجتمعية، وبعض المبادرات من أجل التصدى للتطرف الفكرى وإنهاء الفتنة الطائفية، لافتًا إلى أن المشكلة فى هذه المبادرات هى أن تبتعد عن أرض الواقع.
وأضاف المفكر القبطى في تصريحات لـ"العربية نيوز"، أنه لابد أن يكون لدى أعضاء بيت العائلة المصرية إيمان حقيقي بأنهم قادرون على حل الفتنة الطائفية، وأن يبحثوا عن أسباب انتشارها ومعالجتها بشكل علمي مدروس.
وتابع: "لكن أن أعضاء بيت العائلة المصرية يتواجدون أثناء المشكلات الطائفية فقط، وإقامة المجالس العرفية، هذا أمر لن يحل الأزمة على الإطلاق، فالظروف باتت لا تسمح بالمسكنات المؤقتة".
وأكد "دنيال" أن حل المشكلة الطائفية لا يمكن أن يكون عن طريق مبادرات تبدو شكلية، فالمجتمع بات كل فرد فيه فى عزلة عن الآخر، وبالتالى الفتن من المتوقع أن تحدث وتزيد، لأن التحرك يكون بعد الأحداث وليس سابقًا لها حتى يمنعها من الحدوث أو التكرار، مضيفًا: "لذلك يجب على بيت العائلة المصرية ومن مثله فى المجتمع أن يكون لهم أعمال استباقية حتى ننتهي من الفتن الطائفية".