ليلة القدر.. سر تقضي الحكمة الألهية إخفاءه.. وتحريها في أواخر رمضان
ليلة القدر.. لماذا قضت الحكمة الإلهية إخفاءها؟.. وما السر فى ذلك؟.. وكيف تكون علاماتها؟.
ليلة شرفها الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم، حيث قال: "ليلة القدر خير من ألف شهر"، وذلك لعظيم أجرها وقدرها، وعلى الرغم من أحدٍ لم يعلم ما هي بالتحديد، ولهذا كان الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام، يعتكف في العشر الأواخر؛ طلبًا لثوابها وإدراكها.
ويقال إن سبب تسميتها بليلة القدر جاء لدورها في هداية البشر وسعادتهم في الدنيا والآخرة والمعجزة الخالدة، كما قضت الحكمة الإلهية أن تجعلها من الأمور المخفية التي لا يعلمها إلا الله؛ أخفاها الله عن المسلمين لكي يجتهدوا في العبادة ويتسارعون في إدراكها.
سبب التسمية
قيل لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عزّ وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه.
وقيل سميت ليلة القدر، من القدر وهو الشرف، كما تقول: فلان ذو قدر عظيم، أي: ذو شرف، لقوله تعالى "وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ".
وقيل لأن للقيام فيها قدرًا عظيمًا، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".
من فضائل ليلة القدر:
إن الله أنزل فيها القرآن.
أنها خير من ألف شهر.
أن الله سبحانه وتعالى وصفها بأنها مباركة قال تعالى "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ".
أن الملائكة تتنزل فيها، وهم لا ينزلون إلاَّ بالخير والبركة والرحمة.
أنها سلام لكثرة السلامة فيها من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل.
أن الله أنزل في فضلها سورة كاملة تتلى إلى يوم القيامة.
أن من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
متى تكون ليلة القدر؟
ليلة القدر في رمضان؛ روى الإمام أحمد والنسائي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: "يا رسول الله أخبرني عن ليلة القدر أهي في رمضان أم في غيره؟ قال: بل هي في رمضان"
وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "تَحَرَّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان "متفق عليه.
وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان "رواه البخاري.
أي في ليلة: إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، أو سبع وعشرين، أو تسع وعشرين، إلا أن هناك بعض العلماء أرجوها في ليلة سبع وعشرين.
الحكمة من إخفاء ليلة القدر
قال العلماء إن ذلك رحمة من الله تعالى بعباده؛ ليكثر عملهم في طلبها في تلك الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر والدعاء؛ فيزدادوا قربة من الله وثوابًا.
من علامات ليلة القدر:
ذكر العلماء في ذلك:
قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيدًا عن الأنوار.
الطمأنينة، أي طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة، وانشراح صدر في تلك الليلة، أكثر مما يجده في بقية الليالي.
قال بعض أهل العلم: إن الرياح تكون فيها ساكنة، أي: لا يأتي فيها عواصف أو قواصف، بل يكون الجو مناسبًا.
أن الله يُري الإنسانَ الليلةَ في المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة.
أن الإنسان يجد في القيام لذة ونشاطًا، أكثر مما في غيرها من الليالي.
أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع صافية، ليست كعادتها في بقية الأيام.