الرئيس السابق لـ"القومي للبحوث" في حواره لـ"العربية نيوز": لا توجد ميزانية كافية للبحث العلمي.. ونحتاج إلى هيئة مختصة لرعاية صغار المخترعين.. وإسرائيل حاربتني بسبب علاج الصدفية
استراتيجية 2030 تنهض بالبحث العلمى فى مصر
لا توجد ميزانية كافية للبحث العلمى
الباحثين الهاربين الى الخارج حالات فردية
نحتاج الى هئية لتبنى المخترعين الصغار
البحث العلمي "سلاح الفقراء"
إسرائيل حاربتنى بسبب علاج الصدافية
من أبرز الرواد الباحثين فى مجال البحث العلمي وصاحب فكرة ضرورة ربط البحث العلمي باحتياجات المجتمع والصناعة والزراعة والصحة، وقد شارك في صياغة المواد الخاصة بالبحث العلمي في الدستور الجديد، وترقي في المركز القومي للبحوث إلى أن أصبح رئيسًا له عام 2001 ولمدة ثماني سنوات استطاع خلالها أن يفعل نتائج الأبحاث العلمية ويخرجها من الأدراج لترى النور، كما تمكن من ربط المركز بالمصانع والمزارع والقطاعات الإنتاجية المختلفة، وأتاح مئات الفرص لأوائل الخريجين للالتحاق بالمركز والعمل كباحثين علميين، ومثل الدكتور هاني الناظر مصر في المحافل العلمية الدولية، فضلًا عن مساهمتة فى وضع استراتيجيات العلوم والتكنولوجيا عالميا وخلال مسيرته العلمية اكتشف علاجا جديدا لعلاج مرض الصدفية الجلدي استفاد منه آلاف المرضى على مدار أكثر من عشرين عام.
وأنشأ مركزا لعلاج المرضى غير القادرين بالمجان ونجح في أن يضع مصر على خريطة السياحة العلاجية العالمية، كما توصل إلى أسلوب علاج جديد لمرض البهاق استفاد منه آلاف المرضي.
والدكتور هاني الناظر هو من بدأ مشروع تحضير مصل إنفلونزا الطيور بالمركز القومي للبحوث عام 2006 والذي أصبح منتجا يستخدم في الأسواق المصرية بديلا للمستورد.
وخلال حواره مع "العربية نيوز" قدم الدكتور هاني الناظر العديد من النصائح للحفاظ على الجلد والبشرة خاصة خلال شهر رمضان، بالإضافة إلى أهمية استراتيجة الدولة 2030 فى النهوض بمجال البحث العلمي.
وإلى نص الحوار:
ما استراتيجية الدولة فى النهوض بالبحث العلمى؟
أعلنت الحكومة فى الفترة السابقة عن استراتيجية 2030 والتي من ضمن خططها النهوض بمجال البحث العلمي فى السنوات القادمة وستعتمد على زيادة الإنفاق على تطوير من البحث العلمي وأشارت الاستراتيجية إلى أنها ستعمل على تفعيل دور الأبحاث والعلماء وسياسة ربط الأبحاث بالقطاعات الإنتاجة وتشجيع القطاع الخاص على تمويل الأبحاث.
هل توجد بميزانية الدولة نفقات كافية لدعم البحث العلمي؟
لا توجد ميزانية كافية فى الوقت الحالى ولكن من ضمن استراتيجية الدولة أنها تهدف إلى ربط ميزانية المراكز والمؤسسات البحثية والجامعات بالأداء كما أنها ستعمل على التركيز على آليات زيادة الإنتاج الذى يصب فى النهاية بخزينة الدولة.
هل يوجد بمصر كوادر مؤهلة للنهوض بمجال البحث العلمي؟
مصر بها قدرات بشرية علمية هائلة وبها شباب وعلماء كبار باحثيين يتقدمون بأبحاث كبيرة كما أن مصر تحتوي على 40مركز بحثي يتبع لوزارات مختلفة من ضمنهم 11 يتبع وزارة البحث العلمي بجانب أعضاء هيئة التدريس والجامعات جميعهم ذو خبرات وقدرات عالية والدليل على ذلك إنجازات الباحثين المصريين التى نسمع عنها بالخارج.
رأينا فى الفترة الأخيرة هروب بعض الباحثين الشباب إلى الدول العربية والأوروبية.. كيف تفسر ذلك؟
هناك فرق بين الباحث ومن لديه فكره كما أن هؤلاء الشباب الذين يفروا هاربين للدول الأخرى للاستفادة من أفكارهم مجرد حالات فردية، ولكن على الدولة احتضان هؤلاء الشباب ورعايتهم لتطوير أفكارهم حتى تصبح إنجازات تفيد الدولة فى تطوير مجال البحث العلمي وأعتقد أن هذا ماتهدف إليه استرتيجية الدولة 2030 التى سبق وتحدثنا عنها.
هل من الممكن أن العلماء المصريين يتبنوا الشباب أصحاب الأفكار؟
لايمكن، نظرًا لأن هؤلاء الشباب لابد من توفير هيئة خاصة لرعايتهم، وأقترح أن تكون هذه الهيئة تابعة لوزارة البحث العلمي، وتسمي بقطاع الموهوبين المبتكرين والمخترعين، تكون من مهامها رعاية هؤلاء الشباب وتوفير الإمكانيات اللازمة لهم وتتبعهم خطوة بخطوة حتي تصل اختراعاتهم للأسواق.
كيف ترى أهمية البحث العلمي في تحقيق الطفرة الاقتصادية التى يحلم بها المصريون؟
البحث العلمي قاطرة التنمية وبالنسبة لى أطلق عليه "سلاح الفقراء" وكلما يرتفع البحث العلمىي ترتفع مستوى المعيشة كما أن استخدام البحث العلمي هو أقصر الطرق وأفضل الأدوات لتحقيق طفرة اقتصادية وتكنولوجية واجتماعية وثقافية وبيئية وزراعية وصناعية سريعة وجميع الدول المتقدمة كـ"أمريكا-ألمانيا-اليابان" نجدهم يتمتعون باقتصاد مزدهر ومستوى عيشة رفيع نظرًا لاهتمامهم بمجال البحث العلمي وأتمنى أن تعي الحكومة المصرية أن هناك أولويات أهمها على الإطلاق هو البحث العلمي، وأن تدرك أن هناك آليات فاعلة وأدوات حقيقية لتفعيل البحث العلمي بعيدا عن النظريات والأفكار الإدارية التي توحي بأن الأمر سيطول، فالحلول الإدارية لا تصلح لحل المشاكل المركبة
لماذا حاربت إسرائيل اختراعك لعلاج الصدفية؟
مرض الصدفية مرض جلدي غير معدى، قمت باكتشاف علاجه فى أوائل التسعينيات، وأطلقت عليه العلاج عن طريق "الاستشفاء البيئي" وهو نزول المريض بمياه البحر الأحمر بمنطقة سفاجا، ثم التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية مرتين يوميًا الأولى بعد شروق الشمس والثانية قبل الغروب حيث تتوافر الأشعة فوق البنفسجية طويلة الموجة والمعروفة بتأثيرها الفعال فى علاج الصدفية، فضلًا عن الاستمتاع بالمناظر الطبيعية بهذه المنطقة إضافة عن أنه غير مكلف، على عكس طريقة إسرائيل فى علاج هذا المرض التى تتم عن طريق البحر الميت وأثبتت الدراسات أن هذه الطريقة من العلاج لها أثار خطيرة على صحة المريض حيث إنها تعمل على الإصابة بتصلب الشرايين وكثير من عمليات النزيف، فأصبح العلاج عن طريق الاستشفاء البيئي بالبحر الأحمر شبح يهدد إسرائيل وهذا العلاج الطبيعي تسبب في وقف توزيع الكثير من الأدوية لشركات عالمية، لأنه حقق نتائج أسرع وأفضل من العلاجات الأخري فالحرب كانت من الخارج والداخل.
كيف تمت طرق محاربة علاج الصدفية من قبل اسرائيل؟
حرصت إسرائيل دائمًا على حضور المؤتمرات والندوات الخاصة بي، حيث قاموا بكثير من محاولات التشويش داخل القاعات، إضافة إلى طرح الأسئلة المزعجة ولكن مع الوقت اختفى الهجوم تماما ولكني لم أتراجع أو أهتز لثقتي فيما قدمته، والآن والحمد لله المشروع عمره 22 سنة ويعمل بكفاءة وكان سببا في وضع مصر على خريطة السياحة العلاجية.
هل قامت إسرائيل بمحاولات لاستغلالك واستغلال اختراعاتك؟
لا لم يحدث أية شيء من هذا القبيل
لماذا قمت بسحب أوراق ترشحك من انتخابات مجلس الشعب 2014؟
فى بداية الانتخابات كانت المنطقة التي نويت الترشح بها مقسمة إلى دائرة الدقي وكان له (مقعدان) والعجوزة (ثلاثة مقاعد)، وقتها شعرت بأني قادر على النزول في هذه الدائرة وفقا لإمكانياتي، ولكن بعد تأجيل الانتخابات وتغيير تقسيم الدوائر اختلف الأمر وأصبح من المستحيل أن أخوض الانتخابات، لأني أرى التقسيم الجديد غير منطقي، حيث تم ضم الدائرتين وأصبح عدد سكان الدائرة بالكامل380 ألفا عليهم أن يختاروا مقعدين فقط رغم اتساع نطاق الدائرة فلم يعد في مقدوري خوض الانتخابات.
ما رأيك فى قرار الدولة بارتفاع سعر الدواء بنسبة 20%؟
شركات الأدوية تواجه تكلفة باهظة فى صناعة الدواء، وتحريك سعر الأدوية التى أقل من 30 جنيهًا قرار مناسب بالنسبة للمواطن وشركات الأدوية لكى تمكنها من الإنتاج فى الفترة المقبلة كما أن المواطن محدودى الدخل لن يواجه مشكلة فى الحصول على الدواء بعد تحريك السعر، نظرًا لأن هذه الأدوية متاحة بالتأمين الصحي حتى تغطي احتياج المريض البسيط والخسارة التى واجهت شركات صناعة الأدوية كانت مؤشرًا لوقف صناعة الدواء بمصر والنسبة البسيطة فى تحريك السعر ستعمل على انتعاش شركات صناعة الأدوية، فضلًا عن تعويض الخسائر التى كانت تواجهها وتعمل على نقص بعض الأدوية من الأسواق.
هل مازالت مافيا الدواء العالمي تحارب الدواء بمصر؟
نعم مازالت شركات الدواء فى مصر تَحارب من قبل الشركات الأجنبية، نظرًا لأن هذه شركات عالمية تحقق أرباح من مكسب الدولة فكلما عملت مصر على إنتاج أدوية خاصة بها دون الحاجة لاستيرادها من الخارج فهذا يعتبر خسارة للشركات الأجنبية، وأعتقد خلال الفترة القادمة سنلاحظ تطورًا كبيرًا فى صناعة الدواء المصري عن طريق إنشاء مصانع أدوية عملاقة جديدة، ومصر لها القدرة على ذلك لأنها تملك جميع المؤهلات والإمكانيات اللازمة من موادر طبيعية ونباتات وشعب مرجانية وطحالب بالبحر الأحمر، ونملك مراكز الأبحاث والباحثين ذو الكفاءة العالية، ولكننا نحارب بالفعل من الشركات العالمية لأننا نمثل لهم سوقا كبيرا.
ما الطرق الوقائية للتغلب على رائحة القدم فى فصل الصيف؟
هناك مشكلة تواجه الكثير من المواطنين فى فصل الصيف خاصة "اللي بيشتغلوا طول النهار بره البيت"، فضلًا عن "الناس اللي بتمارس الرياضة وبيضطروا يلبسوا الجزمة والشراب فترة طويلة وارتداء الحذاء لفترة طويلة فى فصل الصيف يؤدي إلى ظهور الفطريات بالقدم وأن هذه الفطريات تظهر على شكل إحمرار مؤلم وأحيانا تشقق بين الأصابع، وممكن أن يصاحبها رائحة غير مستحبة، ولابد من وضع بودرة مضاده للفطريات يوميًا صباحًا كالتروسيد أو دكتارين أو كانستين، وضرورة التجفيف المستمر بين الأصابع وخاصة بعد الوضوء مع الأخذ بالاعتبار أن التجفيف يكون عن طريق ورق الحمام وليس فوطة قماش "لأنها بتنقل الفطريات تاني للأصابع"، فضلًا عن ضرورة التهوية المستمرة للقدم بعد العودة من العمل، بجانب الامتناع مانعًا باتا عن ارتداء أي أحذية أو صنادل أو غيرها تخص أشخاص آخرين حتى لو كانوا أقارب من الدرجة الأولى.
هل البشرة والجلد يتأثران بحالات التوتر التى تمر بها البلاد؟
لا شك الجلد والشعر من أوائل الأعضاء بالجسم التى تتأثر لحالات التوتر، كما أن حالات التوتر والقلق التى شهدتها البلاد خلال الـ5 سنوات الماضية كانت سبب فى كثرة حالات سقوط الشعر بالإضافة إلى ظهور التجاعيد المبكرة، كما أن هناك بعض أنواع الحساسية التى ترتبط بحالة الإنسان العصبية تمسي بالحساسية العصبية نظرًا لارتباطها بحالة الإنسان العصبية وتظهر على هيئة إحمرار بالجلد يسطحبها حكة.
ما طرق التغلب على حالات التوتر؟
من الصعب التغلب على حالات التوتر فى ظل وجود عوامل التكنولوجيا التى كانت سبب فى انتشار مواقع السوشيال ميديا حيث إن هذه المواقع أداة ولكنها إحدى العوامل المسببة للتوتر والقلق، ويفضل الابتعاد عن كل هذه العوامل عن طريق السفر والبعد عن الأخبار والأجواء الروتينية.
هل هناك علاقة بين الصيام والبشرة والجلد؟
أنصح الصائمين بالمواظبة على شرب كوب ماء على فترات متناوبة خاصة من بعد الإفطار إلى السحور، نظرًا لأن الجلد يتأثر بقلة شرب المياة، بالإضافة إلى تناول الخضراوات الطازجة والسلاطات الخضراء خاصة الخيار، وتناول الفاكهة كالبطيخ والكنتالوب، لأنها تساعد تعويض الماء الناقص بالجسم، كما أنصح خلال فترة الصيام بتجنب الأماكن الحارة التى تتمركز بها الشمس خاصة فى الفترة من الساعة الـ10 صباحًا وحتى الـ3 عصرًا، حيث إن هناك أشعة فوق البنفسجية قاصية الموجة تؤثر سلبًا على البشرة خاصة مع فترة الصيام، هذا بجانب استخدام الأنسات والسيدات للكريمات المرطبة للبشرة فى المساء.
ما نصيحتك لأصحاب الأمراض المزمنة فى رمضان؟
أنصح أصحاب أمراض الكلي والضغط بالابتعاد عن شرب العرق سوس والاكتفاء بشرب السوائل الأخرى، حيث إن العرق سوس يعمل على حبس الماء بالجسم وتأثيره كتأثير الكورتيزون على جسم الإنسان وهذا مايشكل خطورة لأصحاب الأمراض المزمنة، كما أن هناك بعض العادات السيئة التى تتبعها الناس برمضان كالإكثار من تناول المخللات والحوادق ويفضل استبدالها بالسلاطات الطازجة الخضراء.
ما رأيك فى طريقة العلاج بالحجامة؟
إنه في عصر البحث العلمي والتطور التكنولوجي الذي نحياه الآن يمكن تهميش طرق العلاج البدائية مثل الحجامة، حيث إن الحجامة رغم استخدام الرسول الكريم لها في علاج أمور معينة إلا أن ذلك ليس مبررًا للاستخدام فى الوقت الحالي فالاكتشافات العلمية تطورت وستستمر في تطورها إلى ما يشاء الله، ومع الأسف لا يزال العديد من الناس يعتقدون أن الحجامة مفيدة في علاج كل شيء ويستخدمونها دون سبب لذلك، فالحجامة وإن كانت مفيدة في بعض الأمور إلا أنه في ظل الثورة العلمية التكنولوجية وطبيعة تحليل المرض ودراسته وعلاجه لا يمكن لمثل الحجامة من الطرق البدائية الصمود في وجه الاكتشافات العلمية.