عاجل
الجمعة 01 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

لسان اليد وترجمان الإنسان.. إبداع الخط العربي.. وتاريخ لا يمحى من الأصالة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

الخط العربي موجة من بحر الخطوط، حروفه متصلة ببعضها البعض مما جعل العرب يتفننون في رسمة وزخرفته وهندسته، فخُطّ على أسقف المساجد وجدران القصور والعمران ونقش على الأحجار، وكانت الخطوط تسمى بأسماء المدن، أو تسمى بمقاديرها الثلث والنصف والثلثين، أو بأسماء مخترعيها أو غرضها، وقيل عنه إنه لسان اليد وترجمان الإنسان ونتاج الفكر وسراج الذكر ولسان البعد وحياة دارس العهد.

أصل الخط العربى

كَثُرَ التأويل عن أصول الخط العربي، يرجع أولهم لتأريخ المؤرخون العرب والثاني للمؤرخون الأوربيون، فارجع المؤرخون العرب أن أصل الخط العربي هو الخط المسند القادم معظمه من أراضي اليمن وهو أربعة أنواع: الخط الصفوي، الخط الثمودي، الخط اللحياني، الخط الحميري.

أما قول المؤرخون الأوروبيون فإنه إنشق من الخط الأرامي الذي تولد منه الخط الفينيقي ومن ثم الهندي والفارسي والعبري والسرياني والنبطي، وقسّموا الخط العربي إلى الخط الكوفي وهو مأخوذ من السريانية، والنسخي وهو مأخوذ من النبطي.

تطوره 
سمي بخط أهل اليمن في البداية، حيث عثروا على نقوش حُفرت على الصخور والجدران ومكاتيب رسمت بالخط المسند في شبه الجزيرة العربية، ولكن أهل مكة كانو يكتبون الحروف برسم مختلف سمي بالخط العربي من أجل تمييزه، وكتَب كتبة الوحي آيات القرآن بالخط المكي، حتى أصبح الخط العربي هو خط شبه الجزيرة العربية بعد الإسلام، وتناسى العرب الخط المسند حتى أحياه المستشرقون.

وجاء من بعده الخط الآرامي الذي دخل الجزيرة العربية مع دخول المبشرين الأوائل للمسيحية، حتى أصبح قلم الكنائس الشرقية، وهناك القلم الثمودي نسبة إلى قوم ثمود، والقلم اللحياني نسبة إلى قبيلة لحيان والقلم الصفوي نسبة إلى أرض الصفاة.

أنماطه الخط العربى
مر الخط العربي بعصور وحضارات وكل حضارة أبدع فيها فنانوها وكتابها بزخرفة الخط العربي ومدَه وتكويره واستدارته وتزويته وتداخله وكان المكتوب العربي خالي من النقط والتشكيل في البداية، ولكل عصر نمط مختلف عن باقي العصور.

العصر النبوي كانوا كتبة الوحي يكتبون القرآن بالخط المقور النسخي، وفى عصر الخلفاء الراشدين استمروا على هذا النمط حتى جاء عثمان وأمر بجمع القرأن مرة أخرى، حتى خُطّت حروف القرآن بالنمط العثماني حتى الآن.

وفى العصر الأموى لمع نجم الخطاطون وتقدم الخط تقدما ملموسًا، حتى اخترح قطبه بن المحرر الخط الجليلي وخط الطومار وخط الثلث والثلثين.

بينما فى العصر العباسي تنوعت فيه الفنون والعلوم حتى صدر 11 نمطًا من الخط العربي وكثر الخطاطون، الضحاك بن عجلان والخطاط إسحاق بن حماد حتى أتى هارون الرشيد وصلت العلوم ذروتها حتى أمسى الخطاطون يجودون صورة الخط حتى وصل إلى 20 نمط ومن نماذج الخط آنذاك، الخط المدور والتوقيع والإجازة.