لماذا لا يشعر المواطن بالمشروعات التي يفتتحها الرئيس؟.. خبراء: عملية إرضائه مستحيلة.. وعصور الفساد وراء عدم شعور المجتمع بالتقدم الحالي.. وآخرون: المشكلات السياسية السبب
ظهر الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الأشهر المنقضية في أكثر من مشهد لافتتاح العديد من المشروعات الضخمة التي شملت عدة محاور مختلفة من مدن سكنية وشبكات طرق ومحطات توليد كهرباء وغيرهم من المشروعات الكبرى، إلا أن ذلك لا يمكن لمس أثره على المواطن بشكل فوري مباشر فقد يكون محتاجا إلى بعض الوقت مما يجعلنا نتساءل عن مدى شعور المواطن بالإنجاز؟ وهل ما يتم إنجازه من مشروعات يفتتحها الرئيس يرضي المواطن؟
عملية إرضاء المواطن تكاد
تكون مستحيلة
في
البداية، قال الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة
الأمريكية بالقاهرة ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، في تصريح خاص
لـ"العربية نيوز"، إن ارتفاع سقف التوقعات عند المواطنين بعد انتخاب الرئيس
عبدالفتاح السيسي أدى إلى عدم الشعور الفعلي بالإنجازات ورؤيتها على صورتها
الحقيقية، مؤكدًا أن المواطن إن لم يلمس التغير في حياته اليومية كاحتكاكه بشبكات
الطرق لا يمكن أن يشعر بها.
وأضاف
أستاذ علم الاجتماع السياسي أن سقف التوقعات المهولة التي وضعها المواطن في الرئيس
وحكومته تجعل النظام في موقف صعب، حيث إن عملية إرضاء المواطن تكاد تكون مستحيلة.
وأشار
إبراهيم إلى أن مسألة تعميم عدم شعور المواطن ككل أمر غير عادل بل يجب أن يكون هناك إحصاءات
واستفتاءات لكافة الطبقات المجتمعية المحتكة بالإنجازات ودليل ذلك أنه إذا قمنا
باستطلاع آراء المواطنين في المناطق التي تلمس تغييرا حقيقيا وجهودا وفيرا سنجدهم
يشيدون بما بذل من جهد.
وأكد
أستاذ علم الاجتماع إنه في ظل الارتفاع الملحوظ للأسعار في السلع والخدمات
فالمواطنين ذوي الدخل المحدود يشعرون بألم الغلاء خصوصا في تلك الفترة الموسمية من
دخول رمضان وعيد الفطر.
وأضاف
إبراهيم أن حجم الكوارث التي أدخلتها وكالات الأنباء أكثر من المعتاد في الشهور
المنقضية مستغلين ما يحدث من حرائق وأزمة الطائرة المصرية غطت إعلاميا بشكل كبير
علي أي إنجازات قد تكون حدثت.
"عصور الفساد" وراء عدم شعور المواطن بالمشروعات الحالية
ومن جانبه،
قال دكتور فتحي الشرقاوي، أستاذ ورئيس قسم علم النفس
بجامعة عين شمس، إن عدم شعور المواطن بالإنجازات رغم كثرة المشروعات التي يفتتحها
الرئيس يرجع إلى أن تلك المشروعات تحتاج لوقت كبير حتى يظهر تأثيرها ويشعر بها
المواطن على الأمد البعيد مؤكدًا أن عصر الرئيس عبدالفتاح السيسي في غاية الصعوبة
لمجيئه بعد الفساد الذي جرف خيرات البلاد بشكل كبير مما يجعل المواطن البسيط لا
يشعر بالتغيير رغم بذل الرئيس لجهد كبير لإحداث الفارق.
وأضاف
أستاذ علم النفس السياسي في تصريح لـ "العربية نيوز" أن حالة الفقر
المتفشية بقوة في مصر والتي نتجت من عصور الفساد السابقة جعلت المواطن لا يهتم إلا
بلقمة العيش فبالتالي لا يشعر بأثر المشروعات الكبيرة والضخمة التي لا تلمس قوته
الآن لكن بكل تأكيد ستؤثر في مساره المستقبلي بشكل كبير فمصر الآن في طور البناء
الذي يجب أن ينتهي أولا حتى نبدأ في حصاد ثماره التي تحتاج إلى بعض الصبر.
وأشار
الشرقاوي إلى أن عدم اهتمام الإعلام بالمشروعات الضخمة وجريها وراء الشائعات من
أحداث الفن والرياضة أمرًا مؤسفًا جعل المواطن لا يشعر بالإنجازات التي لا تجد
اهتمام لترويجها مؤكدا تفاؤله بمصر المستقبلية التي تلي تلك المرحلة من البناء
والقضاء على رؤوس الفساد.
المشكلات السياسية تشتت انتباه المواطن عن الإنجازات
أكد
يسرى الغرباوي، الباحث السياسى بمركز الأهرام في تصريحات لـ "العربية
نيوز"، أن عدم شعور المواطن بالإنجاز، رغم كثرة المشروعات التي يفتتحها الرئيس
يرجع إلى عدة اعتبارات مهمة أبرزها عدم قدرة الحكومة على التسويق للإنجازات التي
تقوم بها، واستنزاف طاقات واهتمامات وانتباه المواطنين في المشكلات السياسية
الكبرى مما يشتت انتباهه عن الإنجازات.
وأضاف
الباحث السياسي بمركز الأهرام، أن حالة العداء بين مؤسسات المجتمع المدني، والفوضى
الإعلامية التي تشهدها الساحة والتي تتركز على المصائب فقط مشكلة كبيرة تعيق
الشعور بالإنجازات.
وأشار
الغرباوي إلى أن عدم شعور المواطنين بالإنجازات أمر مؤسف يعتاد وجوده في كل عمليات
التحول الديمقراطي.