عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

ختان الإناث في مصر.. مازال العد مستمرًا.. خالد الجندي: الرسول لم يختن بناته.. أستاذ اجتماع: القانون فشل في مواجهة الظاهرة.. والقومي للمرأة يطالب بشطب الأطباء المتورطين

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

لم تكن الطفلة "ميار" البالغة من العمر 17 عامًا هي الضحية الأولى ولا الأخيرة لظاهرة ختان الإناث، فقد سبقها إلى الموت الكثيرات ومازال العد مستمرًا، وذلك نتيجة عادة اجتماعية تمسك بها صغار العقول، وساندهم جهال الشيوخ في تدعيم هذه الظاهرة وتثبيت أركانها في المجتمع، ناسيين إنهم يخاطرون بحياة فتاة بريئة لم تعرف معنى أحاديثهم بعد عن "الختان" ومازالت على غير دراية كاملة بما حولها.



الرسول لم يختن بناته

في البداية، قال الشيخ خالد الجندي، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إن ختان الإناث ليس من السنة ولا علاقة له بالشرع الإسلامي، وهي مسألة اجتماعية عرفية بدائية والإسلام لم يأمر بختان الإناث، ولا يوجد أي دليل يعتمد عليه في هذه المسألة، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم بتختين بناته، ولو فعل لعلمنا بذلك لعلمنا وكانت سنة.

وأضاف الجندي، أنه يجب اتباع ولي الأمر في مسألة ختان الإناث لإن طاعة ولي الأمر، كما ورد في سورة النساء من الأمور الواجبة طالما لم يخالف أمرًا شرعيًا فيجب مؤاخذة الذين قاموا بهذا الفعل، وتشديد القوانين المانعة له.

وتابع الشيخ خالد الجندي، عن فتاوى بعض الشيوخ، بأن ختان الإناث في الإسلام، إن ضلالات أوصياء الدين الذين يريدون أن يعبثوا بالنساء ويتدخلون في أمور طبية لا علم لهم بها، وهذه هي الكارثة التي نعيشها أن يعتقد بعض الدعاة أنهم أصبحوا خبراء في الطب والسياسة والاقتصاد والصناعة والزراعة والهندسة حتى الرياضة لم تسلم من شأنهم.

شطب الطبيب في حالة إجرائه عملية ختان

ومن جانبها، قالت سناء السعيد عضو المجلس القومي للمرأة، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إن المجلس أصدر بيانًا لإدانة حادث وفاة الطفلة "ميار" جراء عملية ختان، وطالب المجلس بمعاقبة الطبيبة التي أجرت عملية الختان للطفلة "ميار"؛ استنادًا لقانون تجريم ختان الإناث، وختان الإناث يهين الفتاة ويسبب لها مشاكل نفسية وداخلية كما يعرض حياتها للوفاة.

وأضافت سناء السعيد عضو المجلس القومي للمرأة، أن القضاء على ظاهرة الختان يتطلب تفعيل قانون تجريم الختان ليصبح صارم وحازم، فيجب شطب الطبيب من النقابة في حالة ثبوت إجراء عملية ختان حتى إن لم تؤدِ للوفاة.

وتابعت سناء السعيد، أن الختان مرفوض شكلا وموضوعًا بموجب قانون تجريم ختان الإناث، ولابد من تكثيف التوعية المجتمعية للقضاء على الثقافات الوراثية الموجودة في المجتمع، والإشارة إلى أن الختان لا علاقة له بسلوك الفتاة وأخلاقها، والتربية السليمة هي التي تحفظ الفتاة، بعيدًا عن قطع جزء من جسم الفتاة بحجة تقويم سلوكها.


القانون فشل في مواجهة ظاهرة "الختان"

قالت دكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، إن الطفلة ميار ضحية ظاهرة ختان الإناث، ليست الضحية الأولى للختان بل سبقها الكثيرات، وهذه الظاهرة لا تحارب بتفعيل بالقانون، لأن تنفيذ الختان يتم بعيدًا عن عيون القانون، ولا يكتشف الأمر إلا بعد موت الفتاة، موضحة أن الختان لازال يحظى بقبول اجتماعي.

وأضاف أنه لابد من بذل جهد حقيقي لتوعية الناس بأضرار تلك الظاهرة الاجتماعية الخطيرة، موضحًا أن رجل الدين يتحدث عن الختان عكس رجل الاجتماع، وحملات التوعية تتحدث عن الختان بضعف شديد ولا تدخل في القرى إلى العمق ودون توضيح أكبر لأضرار الختان بالتفصيل، وما يطرأ تغيير على أفكار المجتمعات القروية حتى الآن، ومازالوا يتبعون عملية ختان الإناث.

وأضافت أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، أن شيوخ المناطق النائية يحرضون على الختان باعتباره مكرمة للفتاة مستخدمين لفظ "طهارة" متبعين طريقة للشرح في منتهى السوء، باعتبار أن الفتاة غير المختنة تكون لديها ميول جنسية أقوى، ولا تستطيع التحكم في مشاعرها الجنسية، وستلحق الفضيحة بأهلها.

وتابعت الدكتورة زكريا، أن ما يتم التخلص منه في عملية ختان الإناث، هو جزء أساسي في جسد المرأة كإنه أنف أو يد، على خلاف ختان الولد الذي يتم قطع "جلدة" شيء غير أساسي في جسده وتسمى "الغلفة"، والهدف من عملية ختان الذكور، هو أن يكون الذكور أكثر فاعلية جنسية، وذلك يعني أن الهدف من ختان الذكور عكس الهدف من ختان الإناث.

واستطردت "زكريا" أن الجزء المفقود من الفتاة، يسبب صعوبة شديدة في الولادة، لأن هذا الجزء المفقود يعطي الرحم القدرة على التمدد؛ مما يسهل عملية الولادة، ففي حالة الفتاة المختنة يصبح هذا الجزء نسيج ممزق ويضطر الطبيب أن يقوم بإجراء خياطة وقص وهذا يعنى عملية شديدة التعقيد.

وأضافت أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، أن المجتمع يكتفي بالاحتفاظ بالعادة المجتمعية القاتلة، ويسميها مقدسة ليعيد إنتاجها في المجتمع، بالإضافة للمطاردات المجتمعية للفتاة غير المختنة وقوتها أقوى من القانون لأن القانون إن لم ينفذ فلم يعلم أحد.

وتابعت أن المسلمين والمسيحين يمارسون ختان الإناث، فالمسيحيون يمارسون أيضًا ختان الإناث لأن قوة العادة الاجتماعية من العمق، بحيث يمارسها المسيحيون قبل المسلمين، فالعادة الاجتماعية لها قوتها والخطاب الديني الإسلامي يطارد الفتيات ويحثهم على الختان.