"أبناء المصانع" يطلبون العدل.. عمال مصر يبحثون في عيدهم عن قوانين تحميهم من بطش المستثمرين وتهميش الدولة.. والسيسي يشدد على ضرورة تحقيق استقرار العملية الإنتاجية

يحتفل في الأول من مايو في كل عام، العالم بعيد العمال، ويستقبل عمال مصر عيدهم هذا بكثير من الأحلام والأمنيات، فعمال مصر يتمنون خطوات جادة من الحكومة تنتشلهم من الأمراض والفقر وتحفظ لهم حياة كريمة.

وكباقى الرؤساء، احتفل الرئيس السيسى بعيد العمال، اليوم، مع بعض القيادات العمالية وقدامى النقابيين، ومنحهم نوط الامتياز ووسام العمل.

وشدد الرئيس السيسى على ضرورة الانتهاء من إقرار مشروعات القوانين الخاصة بالعمال، وتحقيق الاستقرار للعملية الإنتاجية، ومنها قانون العمل الجديد، والتنظيمات النقابية، والتأمين الصحي الشامل، والتأمين الاجتماعي، بما يحقق الرعاية الكاملة للعامل المصري.

وبينما يحتفل العديد من العمال مع الرئيس نجد بعض القيادات العالية الأخرى تعانى الكثير من المشاكل التى تهدد حياتهم، ومنها عدم وجود قوانين تحميهم من رجال الأعمال والمستثمرين، مؤكدين أن الوضع الحالى لعمال مصر لا يليق بهم بعد ثورتين.

القوانين تخدم أهداف المستثمرين فقط
تقول هدى كامل، عضو حملة "نحو قانون عادل للعمال"، إن حقوق العمال بعد ثورتين في مصر تراجعت إلى الوراء خمسين عامًا، فوضع العمال يتحدث عن نفسه، معتبرة أن الدولة والمستثمرين يتعاملون مع العمال على أنهم جيش من العبيد.

وأضافت "كامل" في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أن العمال في عيدهم من كل عام يسمعون وعودًا وتصريحات وردية من الحكومة دون جدوى على أرض الواقع، واصفة كل القوانين بأنها تخدم أهداف المستثمرين ضد مصالح العمال.

وأشارت عضو حملة "نحو قانون عادل للعمال"، إلى أن قانون الاستثمار الجديد به مادة تسمح لرجل الأعمال فصل العامل دون حق، وفقًا لما يريده، مختتمة: "وضع العمال أسوأ مما يكون".

وأوضحت أن الحكومة تتجاهل مطالب العمال بشكل واضح وصريح، فشركات القطاع العام العائدة من الخصخصة بحكم قضائى الدولة لا تريد إرجاع العمال إلى أماكنهم، رغم أن الدولة تتحدث عن توفير فرص عمل ومناخ مناسب للاستثمار.

العمالة غير المنتظمة خطر يهدد المجتمع
وأكد إبراهيم الأزهري، رئيس الاتحاد العام لشباب العمال، إن الحكومة كل عام تخرج علينا بتصريحات تهدف إلى مصالح العمال، لكنها تتهرب بعد ذلك من هذه الوعود بحجه نقص الموارد المالية، لافتًا إلى أن العمالة غير المنتظمة الفئة الأكثر إهمالاً وتدهورًا في عمال مصر، نظرًا لحرمانها عن بعض المميزات مثل التأمين الصحى والمعاش.

وأضاف الأزهري في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أن وضع العمال الحالى يعبر عن عجز الحكومات المتعاقبة عن حل مشاكلهم والتى أصبحت تهدد حياة ومستقبل المجتمع العمالى فى مصر.

وطالب رئيس الاتحاد العام لشباب العمال، بتوحيد قوانين العمل لتكون فى قانون عمل موحد يحكم كل عمال مصر سواء فى القطاع العام أو الخاص.