"ألبان سخا" فضيحة إهدار المال العام بكفر الشيخ.. المصنع يتحول لبيت أشباح ومأوى للحيوانات الضالة.. والمسئولون "لا حياة لمن تنادي"
إذا أردت يوميًا أن ترى نموذج لإهدار المال العام، والتفريط في ثروات ومقدرات هذا الوطن، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، فما عليك سوى أن تأتي إلى محافظة كفر الشيخ لزيارة مصنع ألبان سخا، الذي كان في السابق محط أنظار جميع أبناء المحافظة والمحافظات القريبة، لتصطدم بالواقع المرير بعد أن تحولت مبانيه المهدمة والمهجورة إلى بيت للأشباح ومأوى للحيوانات الضالة بل ومستودع لبعض تجار المواد الغذائية.
مصنع ألبان سخا أحد المصانع التابعة للشركة المصرية للألبان والذي تم ضمه إلى الشركة القابضة للصناعات الغذائية، ثم تصفيته وبيع جميع المعدات والأجهزة وكل ما يحتويه بأسعار زهيدة جدًا بعد أن صدر قرار بإغلاقه عام 1998، ضمن خطة الخصخصة التي كانت تنتهجها حكومات الرئيس الأسبق حسني مبارك بحجة أنه يحقق خسائر متتالية.
المصنع بلغت طاقته الإنتاجية ما يقرب من 6 أطنان من الجبن الرومي فقط يوميًا بخلاف باقي منتجات الألبان الأخرى، من البسترة والجبن الأبيض، ويصدر إنتاجه إلى معظم الدول العربية، وتوقف كل ذلك وبيعت معداته إلى عدد من المصانع الشهيرة والتي تعمل حاليًا في مجال صناعة الألبان.
يقع المصنع بجوار، محطة بحوث الإنتاج الحيواني ووحدة التدريب على إنتاج الألبان بسخا، فضلًا عن قربه من أكبر منطقة زراعية، يتم فيها تربية مجموعات كبيرة من الماشية، بالإضافة إلى وجود محطة القرضا لتسمين الماشية على مسافة 2 كيلو متر فقط من المصنع وكذلك محطات البحوث الزراعية التي تقوم بإنتاج الألبان بسخا.
وشرد أكثر من 350 عاملًا كانوا ضمن القوة العاملة بالمصنع، ونهبت محتوياته من أبواب وشبابيك وكل ما خف حمله، وما تبقى من مبان تم تحويلها إلى مخزن ومستودع تابع إلى الشركة العامة لتجارة الجملة لتخزين المواد التموينية منذ عام 2011 وحتى الآن.
المهندس بسيوني خميس، مهندس سابق في مصنع ألبان سخا، قال لـ"العربية نيوز": "أتمنى أن يتم إعادة تشغيل المصنع مرة أخرى، بعد أن تم تصفيته لحساب بعض رجال الأعمال من أجل تطبيق سياسة الاحتكار التي كانت في عهد الرئيس مبارك، حتى يتم التحكم في سوق صناعة الألبان".
وأشار إلى أن إعادة تشغيل مصنع ألبان سخا يعيد التوازن مرة أخرى لسوق الصناعة بعد أن أصبح في يد عدد محدود ممن يتحكمون في السوق وأسعار منتجات الألبان كيفما أرادوا، مؤكدًا أن تشغيل المصنع لا يحتاج سوى ترميم بعض المباني وشراء المعدات والأجهزة ويتم تشغيله.
عم "يعقوب" أحد الموظفين السابقين بالمصنع، كشف عن أن كل المحافظين السابقين زاروا جميعهم المصنع ووعدوا بإعادة تشغيله مرة أخرى، إلا أن أحدًا منهم لم يفعل شيئا وترك المصنع مرتعًا للكلاب الضالة.
اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ، اللواء أحمد الطرابلسي مساعد المحافظ لمنطقة وسط ورئيس مركز ومدينة كفر الشيخ، وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة، تفقدوا مصنع الألبان ووعدوا بدراسة أسباب توقفه وبحث إمكانية إعادة تشغيله مرة أخري، ليساعد في توفير فرص عمل لأبناء المحافظة.