بعد تبني "أديس أبابا" سياسة "الأمر الواقع".. ننشر إجراءات الحكومة المصرية للاستسلام أمام جسارة إثيوبيا في بناء "سد النهضة".. وتغيرات كبري بإنتظار "دولتا المصب"
سيناريوهات الحكومة المصرية لمواجهة انخفاض منسوب المياه أمام النيل، خطب بالمساجد لتوعية المواطنين، الحد من زراعة الأرز والموز، ترشيد استهلاك المياه "واجب"، حملات إعلامية بالراديو.
إجراءات عديدة تتجه الحكومة المصرية لتنفيذها من أجل تقليل الفاقد من المياه وعلاج المتوقع هدره في سد النهضة الإثيوبي، الذي تبنيه إثيوبيا بجسارة على النيل الأزرق غير عابئة بما قد تؤول إليه الأمور من أخطار على مصر والسودان.
وبعد فشل المفاوضات الفنية، واعتراف مصر رسميًا بوجود السد الإثيوبي، لم يعد أمام مصر إلا القبول بسياسة الأمر الواقع، لذلك بدأت وزارة الموارد المائية والري في ترشيد استهلاك المياه عن طريق عدة طرق ووسائل لجأت إليها.
النشرات الدورية والبرامج الإذاعية
منذ فترة وتقوم وزارة الري بحملات دورية في الإذاعة والتلفزيون وكذلك في المطبوعات الورقية، وذلك للحفاظ على المياه بدلا من الإسراف في استخدامها، وخصصت الحكومة لهذه الحملة مبلغ مالي يخصم من ميزانية وزارة الموارد المائية والري.
تقليل المحاصيل الشرهة للمياه
وعلى جانب آخر، تسعى الحكومة بكل طاقتها لتقليل الفاقد من المياه عن طريق الحد من زراعات بعينها ومنعا "الموز والأرز".
وقال وزير الموارد المائية والري، الدكتور محمد عبد العاطي، إنه يقوم حاليًا ومعه قيادات الوزارة بحملة لترشيد استهلاك المياه عن طريق تقليل الزراعات المستهلكة للمياه بشراهة، وذلك من منطلق الحفاظ على مياه نهر النيل من الهدر، مؤكدًا أن هناك قرارًا بتحديد زراعات الأرز وذلك لتوفير المياه وتقليل الفاقد.
وأكد عبد العاطي، أن هناك اتجاهًا قويًا داخل الوزارة لتحديد زراعة "الموز" وذلك لأنه يستهلك المياه بشكل كبير، مضيفًا "الفترة القادمة ستشهد تحديد بعض الزراعات، لتوفير كميات كبيرة من المياه.
خطب الجمعة
وكإجراء جديد لجأت الحكومة إلى تخصيص خطب الجمعة، لحث المواطنين على ترشيد استهلاك المياه، قال وزير الموارد المائية والري، الدكتور محمد عبد العاطي، إنه خاطب وزارة الأوقاف، بشأن تخصيص خطبة الجمعة، حول ضرورة ترشيد استهلاك المياه، وتأثير ذلك على توفير المياه للمزارعين الآخرين، مما يسبب أذى لهم.
وتواجه مصر خطرًا كبيرًا على مستقبلها المائي متمثلا في وجود سد النهضة الإثيوبي، حيث من المقرر أن يخصم هذا السد من رصيد مصر ما يقرب من 10 مليارات متر مكعب من المياه.
وقال الدكتور أحمد الشناوي، خبير السدود بالأمم المتحدة، إن المخاوف العظمى التي يحملها هذا السد هو تأثيره على الزراعات المحلية، لافتًا إلى اختفاء 6 أنواع تقريبًا من المحاصيل الزراعية.
واعتبر الشناوي، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أن سد النهضة هو أكثر القضايا التي تواجهها وستواجهها مصر خلال السنوات القادمة، لافتًا إلى أن وجود هذا السد بهذا الارتفاع من شأنه أن يحدث تغييرًا كبيرًا في المنطقة خصوصًا على دولتي مصر والسودان.