في حواره لـ"العربية نيوز" النائب حسني حافظ: أزمة الجزر تحتاج إلى دراسة تاريخية وعلمية.. والبرلمان الحالي يحارب.. وأخاطب روح الوطنية في الداعين للتظاهر
الجدل حول تيران وصنافير "أزمة فيس بوك" والبعض رفع شعار بـ"الروح بالدم نفديكي يا صنافير"
بيان الحكومة أغفل نقاطا هامة وفشل في وضع جدول زمني لحل المشكلات
البلد في حال لا يجوز فيه التظاهر ومصر تسير في طريق الديمقراطية
25" يناير" ثورة حقيقية و"30 يونيو" موجة ثانية لها
- كيف تقيم أداء البرلمان بعد مرور 90 يومًا من انطلاق جلساته؟
مجلس النواب الحالي يحارب، وعلى السادة النواب الذين حاربوا من أجل
الوصول إلى هذا الكرسي أن يدركوا مدى الحمل والعبء الذي يحملوه على أكتافهم، لذا
يجب عليهم أن يسعوا لخدمة المواطنين الذين خرجوا للشوارع من أجل منحهم أصواتهم من
خلال صناديق الاقتراع، لأن لهم آمال وطموحات يريدون من نوابهم أن يحققوها لهم، وأي
نائب سيفكر في شيء آخر سيكون "خائن" لهؤلاء الناس ولأهل دائرته.
أنا لا أعلم هل النائب وصل إلى هذا المنصب من أجل الحفاظ على حقوق
الناخبين؟، أم للدخول في معارك وتحالفات؟، والحديث عن وجود معركة تشريعية لا أساس
له من الصحة، فإذا اعترض عضو واحد وحارب من أجل عدم إصدار أحد القوانين المعروضة
على المجلس، فلن يمرر هذا القانون، وذلك دون الحديث عن أغلبية داخل المجلس، وحتى
إذا لم يكن عضو مجلس شعب، فإذا كان هناك قانون "مغلوط" لا يرضى عنه
الشعب، فلن يمر، فالأغلبية للشعب، كما أن البلد الآن في حالة حرب، والشعب سيقف
بالمرصاد لأي عضو مجلس نواب يخرج عن المسار المصري، خاصة أن الشعب يراقب
البرلمان.
- ما تعليقك على الجدل المثار حول جزيرتي "تيران"
و"صنافير"؟
أعتقد أن ما أثير في هذا الشأن ما هو إلا "أزمة فيس بوك"،
خاصة أن البعض رفع شعار"بالروح بالدم نفديكي يا صنافير"، على الرغم من
أن كثيرًا منهم كان لا يعلم شيئًا عنها سوى عقب هذه الأزمة.
من يتحدثون عن ذلك هل اطلعوا قبل ذلك على العلاقات الاستراتيجية بين
مصر والسعودية، أو اطلعوا على الخرائط الدالة على حق مصر في هذه الجزر، فيمكننا
الحديث عقب الاطلاع على تلك الخرائط، ليكون حديثنا مبني على أساس تاريخي وعلمي.
ولكن البعض أكد أن تلك الحقائق مثبتة في كتب التاريخ الدراسية، والتي
تدرس لطلبة الصف السادس الابتدائي الآن.. ما تعليقك؟
انا لا أعلم شيئًا عن ذلك، وي مكنني الحديث عن الأمر عقب اطلاعي على
هذه الكتب.
ما تعليقك على الدعوات المنادية بالتظاهر لرفض ما يجري في البلاد؟
البلد في حال لا يجوز فيه التظاهر بأي شكل من الأشكال هناك، خاصة أن
مصر تسير في طريق الديمقراطية والأمان، وهذا ما ظهر بوضوح في نجاح البلاد في تشكيل
البرلمان، واستكمال الاستحقاق الثالث لثورة 30 يونيو، فهناك مجلس نواب يمثل الشعب،
ونوابه يسعون لتمثيل الناخبين تمثيلًا حقيقيًا داخل أروقة المجلس، وعلينا أن
نتحرك إلى الأمام، وأناشد روح الوطنية فيمن يدعون للتظاهر، بأن يراعوا مصالح
البلاد، وأن يساهموا في أن تتحرك مصر في طريقها الصحيح، دون وجود أي عقبات قد تعطل
مسيرتها، فهناك أجندات خارجية غاضبة وغير راضية عن ما يحدث في مصر الآن، ومن
تمكنها عبور المرحلة الماضية بنجاح، كما أن علينا أن نستوعب الدرس، ونعي ما يُحاك
للمنطقة من قبل القوى الخارجية، فثورات الربيع العربي لم تبدأ من تونس كما يظن
البعض، ولكنها بدأت من العراق.
كيف قيمت بيان الحكومة حينما تم عرضه على البرلمان؟
أرى أنه أغفل العديد من النقاط الهامة، ولم يضع حلولاً جذرية لها، فملف
الصحة كان من أبرز الملفات التي أهملها رئيس الوزراء خلال خطابه أمام البرلمان،
كما أن المهندس شريف إسماعيل، فشل في وضع جدول زمني لحل المشكلات المزمنة داخل
قطاع التأمين الصحي، وأغفل أيضًا وضع برنامج زمني للقضاء على
أزمة البطالة التي تعد أهم المشكلات التي تواجه الشباب، كما لم يتطرق برنامج
الحكومة إلى وضع آلية لعودة السياحة، أو الرقابة على الفساد والتصدي له بالشكل
صحيح.
ثورة 25 يناير تعتبر ثورة حقيقية للشعب المصري قام بها من أجل التحرر من بعض السياسات القديمة التي أدت إلى تراجع البلاد وأثارت غضب أبناء هذا الوطن، وقد قال الشعب كلمته بقوة من خلال التظاهرات التي اندلعت خلالها، وثورة 30 يونيو ما هي إلا موجة ثانية لثورة يناير، والمكملة لها ولأهدافها.