3 أزمات تقف عائقًا أمام السيسي لتنفيذ وعوده أمام المواطنين.. ارتفاع الدولار وتخفيض الدعم أبرز المشكلات.. واقتصاديون: "الكلام حاجة والواقع حاجة تانية"
حالة من الغليان فى السوق المحلى شهدتها الأسعار الأساسية للمواطنين، ما أدى لتعالى أصواتهم صراخًا خاصة، بعد إعلان الحكومة من قبل عن نيتها في تخفيض الدعم، ليخرج الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال لقاءه الجماهيرى أمس ليؤكد عدم ارتفاع أسعار السلع الأساسية فى السوق المحلية.
بينما أكد عدد من خبراء الاقتصاد عن صعوبة تحقيق ذلك على أرض الواقع،
وذلك لعدة أسباب منها استمرار ارتفاع سعر الدولار، واتجاه الحكومة لتخفيض الدعم،
فضلًا عن القطاع الخاص والذى يقوم بشراء الدولار من السوق السوداء لفتح الاعتمادات
المستندية الخاصة بدورة الاستيراد، ويتم تحميل المستهلك أي زيادة في سعر الدولار.
استمرار ارتفاع الدولار
قال الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادى، إن ما وعد به الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى خطابه الأخير، خلال لقاءه بالأسر المصرية مع ممثلي المجتمع، بعدم
زيادة أسعار السلع الأساسية، من الصعب تطبيقه على أرض الواقع وذلك بسبب استمرار
أزمة ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصرى، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أي مؤشرات
لتحسن الموارد الدولارية في المستقبل القريب، مؤكدًا أنه بذلك ينعكس وبشكل كبير
على أسعار السلع والخدمات داخل الأسواق.
وأضاف عامر لـ"العربية نيوز" ثاني أسباب صعوبة تطبيق حلم عدم ارتفاع الأسعار الأساسية، هي نسبة استيراد مصر من احتياجاتها لا تقل عن 70%، كما أنها تعد أكبر مستورد للقمح والذرة الصفراء في العالم، فضلًا عن نسبة استيرادها الزيوت من الخارج بنسبة 90%، و40% من اللحوم وثلث احتياجاتها من السكر، وقال: "الكلام حاجة والواقع حاجة تانية".
القطاع الخاص
قال الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادى، إن وعد الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعدم رفع الأسعار الأساسية في السوق المحلية صعب، وذلك بسبب أن عدم توفير البنوك العملة الأجنبية، خاصة الدولار إلا في المواد الخام والسلع الوسيطة والتموينية والغذائية والأدوية ومستلزمات الإنتاج والألبان.
وأضاف عبده لـ"العربية نيوز" أن القطاع الخاص يقوم بشراء
الدولار من السوق السوداء لفتح الاعتمادات المستندية الخاصة بدورة الاستيراد، ويتم
تحميل المستهلك أي زيادة في سعر الدولار، كما أشار إلى نقص إنتاج العديد من السلع
داخل المجتمع بسبب المشاكل التي تواجه المستثمرين ومنها اضطرابات سوق الصرف ونقص
الطاقة والفساد والبيروقراطية، وعدم وجود خطة بإعادة تشغيل نحو 5 آلاف مصنع مغلق
خلال السنوات الخمس الماضية، فإن السوق تعتمد على الاستيراد في تلبية احتياجات
المستهلك، ودورة الاستيراد مرتبطة بتطورات سعر الدولار.
اتجاه الحكومة لخفض الدعم
قال الدكتور صديق عفيفى، الخبير الاقتصادي، إن وعد الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعدم رفع الأسعار الأساسية في السوق المحلية صعب، وذلك فى إطار سعى الحكومة للاتجاه نحو خفض الدعم عن بعض السلع والخدمات، مشيرًا إلى إعلان شريف إسماعيل رئيس الوزراء، من قبل عن خفض مخصصات دعم المشتقات البترولية بنسبة 42% في العام المالي الجديد، والخفض سيترتب عليه ارتفاع أسعار الوقود.
وأضاف عفيفى لـ"العربية نيوز"، أن من المعروف أي زيادة في أسعار الوقود يرفع فى أسعار السلع الأساسية سواء من لحوم أو خضراوات وفواكه وغيرها بسبب تكلفة النقل، كما أن تطبيق الحكومة ضريبة القيمة المضافة ورفع أسعار الكهرباء والمياه وغيرها تدفع تجاه زيادة الأسعار داخل السوق.