"البرلس" بحيرة ابتلعتها "مافيا التعديات".. محمية طبيعية مهددة بالانقراض.. الصيادون: أصحاب النفوذ استولوا على مساحات شاسعة بقوة السلاح تحت أعين شرطة المسطحات
رغم صدور قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1444 لسنة 1998 باعتبار بحيرة البرلس محمية طبيعية كونها تعد ثان أكبر البحيرات الطبيعية في مصر، ليتم إعادة توطين النباتات والحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض وذلك للحفاظ على التنوع البيولوجي بها، إلا أن البحيرة ما زالت تعاني من الإهمال المتعمد من قبل المسئولين والمواطنين على حد سواء.
تبلغ مساحة بحيرة البرلس نحو 460 كيلو متر مربع، وتمثل أحد الممرات الرئيسية للطيور المهاجرة في العالم فضلًا عن احتوائها على ما يقرب من 30 نوعا من الأسماك البحرية وأكثر من 250 نوعا من اللافقاريات و135 نباتًا بريًا ومائيًا، وتعد البحيرة بيئة مناسبة للسياحة البيئية وكذلك مكانا مناسبًا لإجراء البحوث العلمية والتطبيقية.
استمرار التعديات
ويعاني الصيادون من التعديات المستمرة على البحيرة من قبل عدد ممن وصفوهم بمافيا التعديات والزريعة السمكية، حيث قال شوقي الصياد، أحد العاملين في مجال الصيد، إن التعديات على البحيرة أصبحت ممنهجة، من قبل عدد من رجال الأعمال وأصحاب النفوذ الذين يستولون على مساحات شاسعة داخل البحيرة ويمنعون الصيادين من الاقتراب منها بقوة السلاح.
تورط شرطة المسطحات
فيما قال سالم الرشيدي، أحد أبناء مدينة البرلس، إن شرطة المسطحات المائية متواطئة ومتورطة في عمليات الصيد الجائر "صيد الذريعة السمكية" فهم يتركون أصحاب اللنشات يعملون تحت سمعهم وبصرهم دون أن يتم إيقافهم أو منعهم حسب التعليمات القانونية التي توجب على شرطة المسطحات القبض على اللنشات المخالفة وأصحابها.
وأضاف الرشيدي، لـ"العربية نيوز"، أن القانون يمنع عمل اللنشات التي تعمل بمحركات داخل بحيرة البرلس فضلًا عن منع صيد "الزريعة السمكية" لأن ذلك يهدد الحياة البحرية وانقراض بعض أنواع السمك داخل بحيرة البرلس.
تلوث البحيرة
أما محمود القن، صياد، فيرى أن مياه الصرف الصحي والصناعي التي تصب داخل بحيرة البرلس تعد مصدرا لتلوث مياه البحيرة الأمر الذي أدى إلى انقراض العديد من أنواع الأسماك المختلفة والتي تعد خليطًا متميزًا بين الأسماك النيلية والبحرية، فضلًا عن تهديد البيئة الطبيعية لبحيرة البرلس، لافتًا أن من أهم أنواع الأسماك المتواجدة في البحيرة هي "سمك موسى، البلطي البياض، أسماك البوري، الجرن، الثعابين، القاروص، اللوت، القراميط".
التحاويط والسدد
"التحاويط والسدد أخطر على الصياد من أي شيء آخر"، هكذا قال خالد كمال، أحد الصيادين المتواجدين داخل مركب صغير على شاطئ بحيرة البرلس.
وأكد كمال، لـ"العربية نيوز"، أن عددا من الصيادين يقومون بوضع ما يعرف بالسدد والتحاويط والتي هي عبارة عن شبك صغير مثبت بأعواد البوص والخشب ويوضع داخل البحيرة ليصطاد الزريعة السمكية الصغيرة مما يؤدي إلى فناء الأسماك وعدم تكاثرها.
إجراءات المحافظ
من جانبه قرر اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ، خلال اجتماع موسع عقده بديوان عام المحافظة مع عدد من مسئولي الثروة السمكية وصيادي البرلس فور تولية مهام منصبه كمحافظ للإقليم، تشكيل لجنة تشمل الصيادين والأجهزة المختصة لبحث مشاكل الصيادين والثروة السمكية ببحيرة البرلس برئاسة السكرتير العام المساعد للمحافظة.
وأكد المحافظ أنه سيتم التصدي لكافة أشكال الصيد الجائر ببحيرة البرلس وتطبيق القانون للحد من هذه الممارسات الخاطئة، لافتًا أنه سيتم تكثيف الحملات الليلية لإزالة التعديات على البحيرة بالتنسيق مع مديرية اﻷمن والثروة السمكية، إضافة إلى إنشاء قسم لشرطة المسطحات المائية ببوغاز البرلس لحماية الصيادين وفرض القانون والقضاء على ظاهرة اللنشات التي تستخدم في الصيد المخالف داخل بحيرة البرلس.
