عاجل
الجمعة 29 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الحكومة تلهث خلف الأزمات.. "ريجيني" عرض مستمر في تشويه صورة مصر.. "صنافير" و"تيران" تنضمان لقائمة الفشل.. وخبراء: نعاني من غياب التنسيق بين أجهزة الدولة

ريجينى - جزيرتي صنافير
"ريجينى" - جزيرتي صنافير وتيران - الطائرة الروسية

الحكومة تفشل فى مواجهة الأزمات.. صنافير وتيران تشعلان غضب المصريين.. "ريجينى" عرض مستمر فى تشويه صورة مصر.. وفجوة كبيرة فى إدارة الملفات الاستراتيجية.

خضعت الحكومة المصرية للعديد من الاختبارات خلال الفترة الماضية، لإثبات قدرتها على إدارة الأزمات، لكنها أثبتت، في المقابل، فشلها فى مواجهة هذه الأزمات، وكشف عن ضرورة تبني إنشاء إدارة للأزمات فى مصر، تبدأ في إحداث ثورة إدارية فى كل مؤسسات الدولة، وتتصدى لثقافة الفهلوة، وإيجاد رؤية موحدة لتنسيق العمل بين الأجهزة الحكومية. 

وتسبب سوء الإدارة في تعاقب الأزمات والمشكلات على الحكومة، وتشببت تلك الأزمات في غضب الشعب المصري، وإظهار ضعف الدولة المصرية في مواجهتها.



صنافير وتيران
أخذت قضية جزيرتي صنافير وتيران منحنيًا خطرا، بعدما تم الاتفاق بين مصر والسعودية على تبعية الجزيرتين للمملكة، بعد أن ظلت تحت السيادة المصرية لأكثر من 50 عامًا، حيث انقسمت النخبة السياسية وكذلك المؤرخون حول أحقية مصر في الجزيرتين، وأكد عدد من أساتذة العلوم السياسية والقيادات الحزبية أن الجزيرتين سعوديتين، فيما قابلهما فريق آخر بالتأكيد على مصريتهما.


مقتل ريجينى 
وهذه الأزمة ليست الأولى من نوعها حيث شهدت الأيام الأخيرة قضية مقتل الطالب الإيطالى ريجينى مجموعة من الأحداث التصعيدية ضد مصر نتيجة سوء إدارة الحكومة للقضية من البداية، وانتهى الأمر باستدعاء السفير الإيطالي من مصر.

ولم يقتصر الأمر على أزمة على جزيرتى صنافير وتيران، لكن سبقهما اختطاف الطائرة المصرية وهبوطها فى قبرص، وكذلك أزمة ارتفاع سعر الدولار، وانفجار الطائرة الروسية فى سيناء فى نهاية العام الماضى.


تآكل رصيد الحكومة
من جانبه أكد الدكتور أحمد صقر عاشور ممثل مصر في منظمة الشفافية الدولية السابق، وأستاذ الإدارة بجامعة الإسكندرية، أن الدولة تعاني أزمة كبرى فى إدارة القرارات الاستراتيجية وفى مواجهة المشكلات التى لها توابع بعيدة المدى، مؤكدا أن الدولة تدار بالكوادر والقيادات والأجهزة التى أثبتت فشلها على مدار نصف قرن، فلا يعقل أن يكون حال مواجهة المشاكل والأزمات بهذه السوء بعد ثورتين.


وأضاف أستاذ الإدارة بجامعة الإسكندرية، لـ"العربية نيوز"، أن الحكومة والمسئولين بدأوا فى خسارة الرصيد المتاح لهم مع المواطنين فهو يتآكل من يوم لآخر، فربما يكون هذا تنبيها وإشارة إلى أن أسلوب إدارة الدولة فى قراراتها وسياستها وأزماتها تحتاج إلى تغيير شامل فى أسرع وقت.


وأشار إلى أن معظم الأزمات فى الفترة الأخيرة كانت حلولها بسيطة، لكن ارتباك الحكومة هو الذى عقد الأمور، فغياب الخطاب الإعلامى الجيد وعدم تهيئة الرأى العام ومصارحته بكثير من المشاكل عقدها أكثر، وسيجعل الأجيال القادمة هى التى ستدفع الثمن.


فشل إداري
وأكد ممثل مصر في منظمة الشفافية الدولية السابق، أن الحكومة أخطأت فى إعلان انضمام جزيرتين صنافير وتيران إلى المملكة السعودية فى هذا التوقيت، فبعيدا عن أن الجزيرتين ملك مصر أو السعودية كان يجب أن يتم تهيئة الرأى العام لذلك ودراسة الموضوع من كل جوانبه القانونية والتاريخية.

وأكد أن الشعب لم يعد سعيدا بالزيارة كما كان فى بدايتها، حيث بات هناك غضبا كبيرا، فاختيار التوقيت عكس مدى الفشل الإدارى والتنظيمي للحكومة، وكذلك عكس صورة سيئة لدى السعودية عن مصر حتى لو أثبتت الوثائق أن صنافير وتيران من حق السعودية.


مصر تحتاج مديري أزمات
وأوضح قال الدكتور حسين السيد، أستاذ التنمية الإدارية بجامعة عين شمس، أن الحكومة المصرية فشلت فى إدارة بعض الأزمات، التى حدثت فى الفترة الأخيرة بداية من سقوط الطائرة الروسية ومقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى ثم المشكلة الأخيرة والخاصة بالتنازل عن جزيرتى صنافير وتيران. 

وأشار السيد، لـ"العربية نيوز"، إلى أن طريقة إدارة الأزمة الخاطئة تسببت فى تداعيات وأثار سلبية أكثر من المتوقع بكثير، مضيفا أن إدارة الأزمة لو بدأت بعد حدوث المشكلة فنحن فى أزمة أكبر، مشددًا على ضرورة وجود مدير للأزمة يفكر فيها قبل وقوعها ويطرح سيناريوهات عديدة قبل وقوع أية مشكلة، فلو فكرا بهذه الطريقة لما حدثت مشكلة الجزيرتين، وكذلك الطائرة الروسية، ولكان حالنا أفضل بكثير فى قضية الطالب الإيطالى.

غياب التنسيق 
وأضاف أستاذ التنمية الإدارية، أن الدولة تعانى من عدم تنظيم القطاعات الخاصة بمواجهة أى مشكله فالكل يعمل بطريقتة بعيدا عن التنسيق مع باقى الجهات المختصة ولذلك نجد بعض المعلومات المتضاربة من الأجهزة الحكومية فى بعض الأزمات، وهذا بسبب غياب التنسيق والتكامل، فكل الدول الكبرى فى العالم مرت بالعديد من الأزمات والكوارث، لكن الفرق بين دولة وأخرى هو القدرة على التعامل مع هذه الأزمات.