لجنة الآثار الجانبية تكشف سلامة اللقاح المستخدم في تطعيم طفلي الغربية
كشف تقرير اللجنة العليا للآثار الجانبية الناتجة عن التطعيم والتى كلفها الدكتور أحمد عماد الدين راضى وزير الصحة والسكان بالتحقيق فى وفاة طفلين عقب تطعيمهم بأربعة أيام عن سلامة اللقاح الخماسى المستخدم من حيث درجة أمان استخدامه، وتعقيمه، وفعاليته.
كما كشف التقرير الذى استلمه وزير الصحة أمس عن سلامة وجودة سلسلة التبريد المستخدمة على كافة المستويات من حيث ثلاجات وغرف التبريد بمخازن التموين الطبي والمديرية والإدارة الصحية ومركز التطعيم، وسيارة حفظ ونقل الطعوم، وأن المؤشر اللونى الظاهر على عبوات اللقاح من نفس مركز التطعيم تبين أنه فعال ولا يعبر عن التعرض لدرجة حرارة أعلى من المفترض حفظه به.
وقد انتهى تقرير اللجنة العليا للآثار الجانبية عن أن الحالة الأولى المتوفاة لا يمكن الجزم ولا يوجد دليل على علاقتها بالتطعيم رغم احتمالية وجودة نظرا لأن الحالة لها تاريخ مرضى لترددها أكثر من مرة على عيادة خاصة، ومستشفى بسيون المركزي خلال شهر مارس لتلقى الخدمة الطبية قبل يوم التطعيم، كما أنه لا يوجد فحوص معملية كافية تؤكد علاقة وفاة الحالة بالتطعيم، بالإضافة أنه لإثبات الدليل القاطع عن علاقة الوفاة بالتطعيم كان يستلزم أخذ عينة بذل النخاع الشوكى للطفلة قبل الوفاة ولكن هذا لم يحدث، ولإثبات العلاقة بعد الوفاة لا بد من تشريح الجثة.
أما بالنسبة للحالة الثانية يشير التقرير إلى أن الوفاة ليس لها علاقة بالتطعيم لأنها حدثت في اليوم الخامس من التطعيم، مما يرجح أن الوفاة جاءت نتيجة متلازمة الموت المفاجئ للرضع، وتلك المتلازمة تحدث أغلب الأحيان عندما يتراوح العمر بين شهرين وأربعة أشهر، ومعدلها بالولايات المتحدة الأمريكية تبلغ 3500 حالة كل عام، ولا يوجد أي علاقة بين التطعيمات وحدوث متلازمة موت الرضع المفاجئ طبقا لما جاء من منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة الأمراض بأتلانتا أمريكا.
كما تضمن تقرير اللجنة العليا للآثار الجانبية الناتجة عن التطعيم أن اللقاح الخماسي المستخدم للأطفال (الدفتيريا– التيتانوس– السعال الديكي– الالتهاب الكبدي بي– الأنفلونزا البكتيرية) تم توفيره عن طريق منظمة اليونيسيف، ومعترف به من منظمة الصحة العالمية، وتم تحليله في هيئة الرقابة ببلد المنشأ في الهند من خلال هيئة معترف بها من منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى تحليل الطعم في هيئة الرقابة على المستحضرات الحيوية واللقاحات في مصر وهى هيئة معترف بها من منظمة الصحة العالمية أيضا.
بالإضافة إلى أن الطعم المستخدم حاصل على شهادة مطابقة تفيد أمان وعقامة وفعالية اللقاح وتم توفير 18،450،000 جرعة من نهاية عام 2013 حتى الآن موزعين على 35 تشغيلة.
فيما تم استلام كمية من نفس تشغيلة طعم الخماسي التي تم إعطاء الحالتين المتوفيتين منها، وتبلغ كميتها ما يقرب من 850.000 جرعة تقريبا وتم توزيعها بدءا من أول فبراير 2016 على 22 محافظة بالجمهورية ولم يتم الإبلاغ عن وفيات بالتزامن مع التطعيم به.
وأوضح بيان الصحة أنه رغم كل ذلك قامت وزارة الصحة والسكان بتاريخ 242016 وكإجراء احترازي بإيقاف مؤقت لتشغيلة لقاح الخماسى التى تم إعطاؤها لحالتى الوفاة لحين إعادة تحليلها مرة أخرى وظهور النتائج، مع العلم بأنه تم فحص هذه التشغيلة وصدر لها تقرير مطابقة وإجازة من الهيئة القومية للبحوث والرقابة على المستحضرات الحيوية بتاريخ 22122015 وتم الإفراج عنها من التفتيش الصيدلي بتاريخ 30122015.
وكان الدكتور أحمد عماد وزير الصحة والسكان قد قرر تشكيل لجنة رفيعة المستوى من رئيس قطاع الطب الوقائي ورئيس قطاع الطب العلاجي ورئيس الهيئة القومية للبحوث والرقابة على المستحضرات الحيوية واستشاريين طب الأطفال من المستشفيات التعليمية لبحث سلامة الإجراءات المتخذة ومعرفة الأسباب الحقيقية لوفاة الطفلتين ولمتابعة موقف باقي الأطفال الذين تم تطعيمهم فى نفس جلسة التطعيم، وقد توجهت اللجنة صباح يوم السبت 242016 لمحافظة الغربية لفحص الواقعة والاطلاع على إجراءات التقصى التى تم اتخاذها.
كما وجه باستدعاء اللجنة العليا للآثار الجانبية الناتجة عن التطعيم للانعقاد يوم الأحد 342016 والتي تضم في أعضائها ممثلين من أساتذة من الجامعات المصرية والخبراء المختصين من منظمة الصحة العالمية حيث تم عرض كافة التقارير الخاصة بالتقصى والطعم المستخدم وسلامة سلسة التبريد وحفظ الطعوم والتاريخ المرضى للحالتين ومقابلة أسرهم ومراجعة ممارسات العملية التطعيمية ودراسة معدلات الآثار الجانبية بعد التطعيم وعمل المتابعة لباقى الأطفال المتطعمين فى نفس جلسة التطعيم وذلك للاطمئنان عليهم والتأكد من وجود حالات مماثلة من عدمه.
وكان القطاع الوقائى بوزارة الصحة قد تلقى بلاغ مساء يوم الأربعاء 3032016 عن حدوث وفاة لطفلتين فى عمر شهرين، وشبه آثار جانبية بالتزامن مع فترة بعد التطعيم بمركز كفر جعفر التابع لإدارة بسيون الصحية بالغربية وعلى الفور توجهت لجنة من الأخصائيين والمسئولين صباح يوم الخميس 3132016 إلى محافظة الغربية لعمل تقصى كامل واللجنة مكونة من الدكتور مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية، والدكتور مدير البرنامج الموسع للتطعيمات، والدكتور مسئول الآثار الجانبية بالبرنامج الموسع للتطعيمات، بالإضافة إلى الفريق الوقائى على مستوى مديرية الشئون الصحية بالغربية والإدارة الصحية ببسيون بهدف عمل تقصى عاجل عن واقعتي الوفاة ومدى ارتباطهما بالتطعيم واتخاذ الإجراءات اللازمة فى حالة ثبوت ذلك.