"المليون ونصف فدان" سقط من "بيان الحكومة".. رئيس الوزراء تجاهل المشروع أمام البرلمان.. وخبراء يشككون في جديته بسبب نقص المياه
تجاهل المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، الحديث عن مشروع المليون ونصف فدان أثناء إلقائه بيان الحكومة منذ أيام قليلة، أمام البرلمان، رغم أن المشروع يعد الأهم حاليًا، ومن المفترض الترويج له بقوة خلال الفترة المقبلة، غير أن التجاهل التام للحديث عن المشروع أثار عدد كبير من علامات الاستفهام خصوصًا لدى المتخصصين والخبراء.
ومن المفترض أن تُعلن الحكومة عن المشروع، الذي كان ضمن مشروع الرئيس عبدالفتاح السيسي الانتخابي، وطبقا للتصريحات الرسمية فإن كراسة الشروط من المقرر طرحها قبل شهر من الآن، لكن لا زالت الغيوم الكثيفة تُحيط بالمشروع.
السيسي والمليون فدان
أعلن السيسي عن مشروع المليون ونصف فدان ضمن برنامجه الانتخابي، وقال إن الخطة ستشمل نحو 4 ملايين فدان سيتم استصلاحها على مدار فترته الرئاسية، وكان مقررًا أن يطرح كل عام مليون فدان مستصلحة، غير أن العام الأول مر دون أن يُعلن السيسي عن طرح أية أراضي، الأمر الذي اضطره إلى الإعلان عن إطلاق مليون ونصف فدان دفعة واحدة.
التشكيك في المشروع
ويُشكك خبراء ومتخصصون في المشروع، إذ قال فريد واصل، نقيب المنتجين الزراعيين، إن تجاهل الحكومة للمشروع بهذا الشكل، يجعل الأمور أسوأ خصوصًا مع انتظار المواطنين أن تعلن الحكومة في أي وقت عن طرح الأراضي.
وأشار واصل إلى أن الغموض الحكومي مقلق للمستثمرين والمواطنين على حد سواء، لافتا إلى أن عددًا كبيرًا من المواطنين ينتظرون أن تعلن الحكومة خلال أسابيع عن المشروع وأن تطرح الكراسات رسميًا في فروع بنك التنمية الزراعي ليستطيع المواطنون التقديم على تلك الأراضي.
مشروع وهمي
من جانبه، قال الدكتور أحمد الشناوي، خبير المياه بالأمم المتحدة، إن المشروع وهمي ولن يخرج إلى النور وذلك لأنه قائم على أسس خاطئة وغير سليمة، لافتا إلى أن التحديات الموجودة حاليًا تجعل المشروع فاشلًا.
واعتبر الشناوي في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن نقص المياه الجوفية يعتبر العامل الأهم في فشله، خصوصًا إن مناطق المشروع تقع في أكثر المناطق حرارة في مصر وتوفير مياه لتلك المناطق أمر غاية في الصعوبة كما أن المياه الجوفية غير متوفرة لأراضي المشروع.
وأضاف أن الحكومة لن تطرح المشروع حاليًا لأنها تعلم جيدًا أن المستثمرين العرب والأجانب لن يلقوا الأموال في أراضي من المؤكد أنهم سيخسرون فيها، لا سيما في ظل قلة الموارد المائية وبناء سد النهضة الإثيوبي الذي حتما سيؤثر على منسوب المياه في النيل وقلة الزراعات.