عاجل
السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

أين ذهب هيكلهم المزعوم؟


رغم أن كل الشواهد التاريخية تؤكد عدم وجود آثار يهودية داخل مدينة القدس على الإطلاق، رغم عمل حفائر أثرية في كل مكان بها حتى تحت المسجد الأقصى نفسه، إلا أن إسرائيل تحاول دائمًا اغتصاب التاريخ والآثار الخاصة بالمقدسات الإسلامية. 

وما يؤكد وجهة النظر هذه أيضًا ما ورد في المصادر الرومانية وحتى اليهودية التي تذكر أن الإمبراطور الروماني "هادريان"، قد قام بتدمير أورشليم وهو السبب الذي من أجله أقيم قوس نصر في روما تخليدًا لهذا النصر. 

وتقول المصادر إنه قد سوى المدينة بالأرض ودمرها تدميرًا تامًا وهجر اليهود منها، فيما يُعرف بالخراب الثاني للهيكل في المصادر اليهودية، ولكن المصدر نفسه يذكر أنه في نفس الوقت قد غير اسم مدينة القدس إلى "إيليا" وحملت هذا الاسم طيلة العصر الروماني والبيزنطي، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا أنه إذا كان هادريان قد دمر أورشليم وسواها بالأرض _ أي لم تصبح هناك مدينة يغير اسمها الى إيليا بعد ذلك _ فهل القدس هي إيليا؟ وهل هي غير مدينة أورشليم؟ نعم، بناء على كل الشواهد السابقة نجد أن إيليا هي مدينة القدس بعد أن تغير اسمها، وهي غير مدينة أورشليم التي دمرها هادريان عام 70 ميلادية، وربما كان فيها الهيكل المزعوم.

ولعل ما يؤكد ذلك هو ما ذكره الفقيه اليهودي "موسى بن ميمون" المولود في قرطبة عام 1135 ميلادية وتوفى في القاهرة عام 1204 ميلادية والذي تلقى علمه على يد ثلاثة من فقهاء المسلمين، فجاء فقهه متأثرًا بالفقه الإسلامي. يقول في تعليقه على الهيكل المزعوم في مقدمة كتابه "تثنية الشريعة": إن أوصاف الهيكل التي وردت في سفر الملوك جاءت بناء على ما جاء به الروح القدس، واعتمد في ذلك على ما جاء في سفر "أخبار الأيام الأول 28 : 19"، "قد أفهمنى الرب كل ذلك بالكتابة بيده"، ويضيف بن ميمون، أن عزرا الكاتب عندما أعاد بناء الهيكل "والمعروف في المصادر اليهودية بالهيكل الثاني"، بعد العودة من السبي أو التهجير البابلي عام 538 ق. م، اتبع نفس أوصاف هيكل سليمان. 

ويضيف بن ميمون، أن "هيرودس" الملك الأدومي الذي تدعى المصادر اليهودية تهوده والذي كان يحكم جزءًا من فلسطين في فترة ميلاد السيد المسيح، أنه قد هدم الهيكل وأعاد بناءه من جديد. 

واستند بن ميمون في ذلك إلى ما جاء في "الجمارا - وهي شروح على متن التلمود باللغة الآرامية" "الباب الأخير من كتاب العقوبات، الفصل الرابع وجه الصفحة"، "إن الذي لم يرَ الهيكل الذي بناه هيرودس لم يشهد الجمال في فن العمارة آنذاك"!

والسؤال كيف لهيكل بمثل هذه الضخامة والعظمة والأوصاف التى ذكرها بن ميمون لا يجد الأثريون له أي أثر في القدس! ولا حتى أساسات ولا أنقاض!! إلا لو كان في مكان آخر غير القدس.

جدير بالذكر، أن التوراة السامرية تذكر في سفر "التثنية 27 : 4" أن الرب قد أمر ببناء مذبح الرب على جبل جرزيم "وهي نقطة خلافية بين فرقة اليهود السامريين وبين سائر اليهود، فاليهود السامريون لهم هيكلهم الخاص بهم والذي يقع على جبل جرزيم في "شكيم" "نابلس حاليًا"، حيث تعتقد هذه الفرقة أن الهيكل ليس مكانه في أورشليم على جبل الهيكل، وإنما مكانه الصحيح في شكيم على جبل "جرزيم" وهو السبب الذي يجعل بقية اليهود يناصبون العداء لهذه الطائفة ويعتبرونهم أشد خطورة على اليهودية من الأغيار أنفسهم، بل وأطلقت عليهم الجمارا أنهم "جوييم جاموريم – أي أغيار بالمطلق"، ويحاول اليهود عمل حصار اقتصادي واجتماعي عليهم الآن في إسرائيل، حيث يمنعون التزاوج منهم أو التعامل معهم في مسائل البيع والشراء.