صدمة لدى خبراء الآثار السوريين من حجم الدمار الذي لحق بمدينة تدمر
ذكرت شبكة (إيه بي سي) الإخبارية الأمريكية أن شعورا شديدا بالصدمة انتاب علماء الآثار السوريين بعد أن شاهدوا الدمار الذي ألحقه تنظيم داعش ومسلحوه بمعبد المدينة، وتدمير العشرات من الآثار والتماثيل بالمدينة، وذلك في أعقاب استعادة القوات الحكومية السورية السيطرة عليها.
ونقلت الشبكة تصريحات رئيس هيئة الآثار والمعابد بسوريا مأمون عبد الكريم، حيث قال "إن فريقا من الهيئة سيتوجه الى تدمر في وقت لاحق اليوم لتقدير حجم الخسائر".. مضيفا أنه سيذهب بنفسه إلى هناك حالما تقوم فرق المفرقعات بإزالة المتفجرات التي زرعها مسلحو داعش قبل أن يفقدوا السيطرة على المدينة.
وتسجل استعادة القوات الحكومة السورية لمدينة تدمير أمس الأحد انتصارا مهما على مقاتلي تنظيم داعش الارهابي الذين خاضوا 10 أشهر من الإرهاب هناك، وتمثل أيضا أول هزيمة كبيرة للتنظيم المتشددة منذ أن دخل اتفاق دولي لمحاربة الإرهاب حيز التنفيذ العام الماضي.
وخلال حكمهم لتدمر، قام المتشددون بهدم آثارها ومعالمها المعروفة ، بما في ذلك معبدان كبيران يعود تاريخهما لأكثر من 1800 عام، فضلا عن تدمير ممر النصر الروماني.
وقتل داعش عشرات الأشخاص وقطع رأس عالم الآثار خالد الأسعد في أغسطس الماضي بعد أن رفض الكشف عن المكان الذي قامت السلطات بإخفاء الكنوز داخله قبل أن يدخل التنظيم المدينة، وقام مسلحو التنظيم أيضا بتفجير سجن تدمر "سيئ الصيت" وسط المدينة، حيث يُعتقد أنه تم تعذيب معارضي النظام.
وقال عبد الكريم "إن هناك خسائر في المعبدين الرئيسيين في الموقع الأثري وقوس النصر والأبراج الجنائزية، وأن الخبراء لا يزالوا في حاجة لعدة أيام لتحديد الحجم الدقيق للأضرار".
على الرغم من ذلك ، أشاد عبد الكريم بما وصفه بـ"الأسلوب الاحترافي" الذي حررت به القوات السورية مدينة تدمر من داعش، قائلا إن أعمال الإصلاح لن تكون معقدة كما كنا نعتقد في بادئ الأمر.
وأشار إلى أنه قبل أن تسقط تدمر في أيدي داعش استطاعت السلطات إنقاذ أكثر من 400 تمثال ومئات الآثار تم نقلها لمناطق آمنة، لكن تُركت التماثيل الكبرى ولم يتم التمكن من نقلها.
عمرو العزم وهو مسؤول آثار سوري سابق ويعمل حاليا أستاذا في إحدى الجامعات الأمريكية قال "إن كثيرا من الدمار الذي أحدثه مسلحو داعش لموقع تدمر الأثري ظهر في مقاطع الفيديو التي بثها المسلحون ، لكن الأمر المؤسف فعليا هو الدمار داخل متحف تدمر والعديد من القطع التي لم يتمكن المسؤولون من انقاذها".
وصرح عبدالكريم بأن مقاتلي داعش حطموا أوجه التماثيل لكنهم لم يدمروها بشكل كامل، وأضاف "يمكننا إصلاحها، نعم لقد فقدنا الأصل لكننا لم نفقد التماثيل بشكل كامل".