رئيس وزراء الصين يتعهد بمواصلة الجهود لمكافحة الفساد
تعهد رئيس مجلس الدولة الصيني "رئيس الوزراء" لى كه تشيانغ اليوم الاثنين، بأن تواصل الحكومة جهودها لترسيخ مبادئ وممارسات النزاهة وتحسين آليات المساءلة وتعزيز الرقابة على القطاعات التى ما تزال تعانى من الفساد، مثل الشركات المملوكة للدولة والمؤسسات العامة والهيئات المالية والوكالات الحكومية وغيرها.
ونوه "لى" خلال اجتماع مخصص لمناقشة برامج الحكومة لمحاربة الفساد للعام 2016، بما تم إنجازه فى مجال مكافحة الفساد، خلال العام الماضى، بفضل جهود الحكومة المركزية والحكومات المحلية، لإصلاح نظم العمل وتفويض السلطات وإدارة الممتلكات والأصول العامة، والحد من إساءة السلطات.
وأكد أن الحكومة تعتزم إجراء المزيد خلال العام الجارى، للحد من البيروقراطية وتبسيط الإجراءات الإدارية وتشجيع الانفتاح والشفافية.
ودعا وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية الصينية، إلى تحسين قواعد الرقابة المالية، كما أكد أن الحكومة ستواصل الرقابة على شتى القطاعات والحكومات المحلية ومساءلة المسئولين، الذين يقصرون فى إجراء الإصلاحات.
ووعد بأن يكون هناك اهتمام أكبر بتحقيق أى قضية تتعلق بإساءة استخدام السلطات أو الأموال العامة، وأكد أنه ستكون هناك حملات حازمة ضد الفساد فى جميع القطاعات الهامة بأنحاء البلاد، لضمان النمو الاقتصادى والاستقرار الاجتماعى.
كانت أعلى سلطة لمكافحة الفساد فى الصين أعلنت فى يوم 7 مارس الماضى، أن نحو 300 الف مسئول تمت معاقبتهم فى أنحاء البلاد خلال العام الماضى، بسبب تهم تتعلق بالفساد، متعهدة بالاستمرار فى الحملة الوطنية للتطهير والقضاء على الفساد.
وقالت الهيئة- اللجنة المركزية لمراقبة الانضباط التابعة للحزب الشيوعى الصينى الحاكم- فى بيان رسمى صادر على موقعها الإلكترونى الرسمى ان حوالى 200 الف من هؤلاء المسئولين تلقوا عقوبات مخففة و82 ألف آخرين تمت معاقبتهم بكل شدة.
وكان الحزب الشيوعى الصينى أصدر فى أواخر شهر أكتوبر الماضى، مجموعة جديدة من قواعد السلوك والانضباط، تمنع أعضاءه الذين يبلغ عددهم نحو 88 مليون عضو من القيام بأى تعليقات لا أساس لها حول سياسات الدولة.
وتنقسم القواعد الجديدة النى تم وصفها بأنها الاكثر شدة وشمولية فى تاريخ الحزب إلى جزئين الأول يتعلق بالحوكمة النظيفة والثانى بالعقوبات لمن يخالف قواعد الانضباط.
وطبقا للقواعد الجديدة فإنه يحظر على أعضاء الحزب البذخ فى كل ما يتعلق بحياتهم وخاصة فى المأكل والمشرب كما أنهم يجب أن يمتنعوا عن أى علاقات خارج إطار الزواج ويحظر عليهم الحصول على عضوية أى نادٍ رياضي أو لعب الجولف.
وكذا تحظر القواعد الجديدة للحزب على الأعضاء أن يكونوا مجموعات أو دوائر مغلقة أو مراكز قوى فيما بينهم كما تطالبهم بالامتناع تمامًا عن أى سلوك يكون فيه شبهة من المحاباة أو المحسوبية.وبالرغم من أن الحزب توعد المخالفين بالعقاب إلا أنه لم يذكر ما هى نوعية ذلك العقاب ولكن من الواضح أنه سيكون صارمًا، حيث إن الأمثولة الحاضرة فى اذهان الجميع هى تلك الخاصة بتشو يونغ كانغ، الرئيس السابق لجهاز أمن الدولة الصينى الذى كان من أعضاء الحزب البارزين والذى اتهم بالفساد وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد فى شهر يونيو الماضى.
وتعد القواعد الجديدة لتطهير الحزب جزء من الحملة الموسعة ضد الفساد التى يقودها الرئيس الصينى شى جين بينغ منذ توليه لمقاليد الحكم قبل نحو الأربعة أعوام، والتى تعهد أكثر من مرة انها لن يكون فيها أى هوادة وإنها ستتضمن جميع القطاعات فى الدولة وستطارد جميع الفاسدين من "النمور" الذين يعنى بهم المسئولين الكبار و"الذباب" أى صغار الموظفين.