سيناريو تمرير برنامج الحكومة بالبرلمان.. 4 ملفات رئيسية تجاهلها البيان.. سياسيون: "النواب" يخشى الصدام وسيكتفي ببعض التوصيات
القى المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، بيان الحكومة، أمام البرلمان، أمس الأحد، والذي قدم خلاله ملامح برنامج الحكومة وأهدافه ومشروعاته، حتى يتخذ المجلس قراره النهائي بشأن تجديد الثقة في الحكومة أو رفضها، حيث يلزم الدستور الحكومة بعرض برنامجها على البرلمان لكي تحصل على ثقته، ويتكون البرنامج الحكومي من عدة محاور رئيسية أهمها الحفاظ على الأمن القومي، تحسين الاقتصاد، واستعادة دور مصر الإقليمي، والمحافظة على الديمقراطية، وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، إلى جانب تطوير البنية الأساسية.
لكن البيان الحكومي لم يتحدث عن طرق وأليات تطبيق هذه البرنامج، كما أنه لم يتحدث عن توجه الحكومة لإلغاء الدعم، وكيفية مواجهة أزمة البطاله، أو الارتقاء بالخدمات الصحية والتعليمية.
ومن المقرر أن يشكل مجلس النواب لجنة لدراسة البرنامج والرد عليه، حيث يعتبر قبول البرنامج بمثابة منح الثقة للحكومة، بينما يمثل رفضه سحبا للثقة منها.
وعلق بعض السياسيين حول سيناريوهات ما بعد عرض برنامج الحكومة، حيث توقع بعضهم إن البرلمان لن يدخل في صدام مع الحكومة بالرغم من سوء البرنامج الحكومي.
الملفات التي تجاهلها بيان الحكومة لم تكن مفاجأة للنواب
قال الدكتور عثمان محمد عثمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الملفات التي تجاهلها المهندس شريف إسماعيل في بيانه أمام البرلمان لم تكن مفاجأة لهم، فهو لم يتحدث عن التعليم أو الصحة أو أزمة البطالة، أو سعي الحكومة لإلغاء الدعم فكل هذه الملفات تم الاتفاق عليها أثناء مقابلات رئيس الحكومة ببعض الكتل البرلمانية وفقا للتوزيع الجغرافي فى الأسابيع السابقة.
وأوضح أستاذ السياسة، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، اليوم الإثنين، أن مضمون بيان الحكومة في شكله جيد وسينال ثقة أعضاء البرلمان، لافتا إلى أن اللجنة البرلمانية التي ستدرس البرنامج الحكومي من المؤكد أنها ستخرج ببعض التوصيات والأمور التي يجب أن تفعلها الحكومة، لكن هذه التوصيات لن تؤدي فى النهاية إلى صدام بين الحكومة البرلمان، فكل شيء متفق عليه فيما سبق.
الحكومة تنفذ سياسات صندوق النقد الدولى
وأكد أحمد عبدالحفيظ، القيادى بالحزب الناصرى، أن البرلمان لا يمكن أن يعترض على البيان الذى ألقاه المهندس شريف إسماعيل، لأن الحقيقة السياسية تقول إن الوضع الحالى لا يوجد به برلمان، فمجلس النواب الحقيقي لا بد أن يكون مجلس حزبي إنما الموجود الآن هو برلمان مكون من مجموعة من الأفراد، حتى الأحزاب تمثيلها قليل جدا وبالتالى لن يكون هناك أي مشكلة بين الحكومة والبرلمان.
وأوضح القيادى الناصري، لـ"العربية نيوز"، أن برنامج الحكومة يعبر عن سياسات ما قبل ثورة يناير، فالحكومة الحالية تمشى على سياسات صندوق النقد الدولى، عن طريق بيع القطاع العام لكن هذه المرة من خلال البورصة، بجانب تحرير الجهاز الإداري، وتقليل الإنفاق الاجتماعى، فهذه سياسات صندوق النقد الدولى، وبالرغم من ذلك الحكومة ستحصل على أغلبية من البرلمان ولن يكون هناك أي صدام بينهما.
وأشار عبدالحفيظ، إلى أن الوضع الحالى لا يحتمل أي أزمات، لكن الفترة المقبلة لا أحد يعرف أين ستصل هذه الأزمات المشاكل، فهناك تفاعلات خفية لا أحد يعرف مدى قوتها وإلى أين ستصل.
الحكومة مستمرة رغم البرنامج السئ
وفى السياق ذاته، أوضح الدكتور حامد أحمد، عضو اللجنة المركزية بالحزب الناصري، أن البرلمان لن يشكل أي عائق أمام الحكومة، فربما تحدث بعض التعليقات على البرنامج الحكومى من قبل اللجنة المشكلة من البرلمان لكن فى النهاية حكومة شريف إسماعيل مستمرة.
وأضاف عضو اللجنة المركزية بالحزب الناصري، أن البرنامج الحكومى لم يقدم الحلول الواقعية للمشاكل التى تعانى منها الدولة واكتفى بعرض التحديات والمواجهات ولم يعرض أليات حل هذه التحديات، طالبا إيجاد حلول جادة لملف التعليم والصحة وأزمة البطالة فى الوقت القريب، حتى يعر المواطن ان هناك شيء قد تغير.