عاجل
الجمعة 29 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

دولة الباعة الجائلين تتحدى الحكومة.. النقابة: الأسواق الجديدة تسكنها الأشباح وانتظروا انتفاضة قريبة.. محافظة القاهرة: "العيب مش فينا".. وخبير تنمية محلية يقترح 4 حلول للأزمة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

100 مليون جنيه، مبلغ ليس بالقليل، تكلفة أرض سوق الترجمان، تحملتها محافظة القاهرة، والذي كان من المقرر نقل باعة وسط البلد إليه بحسب تخطيط محافظة القاهرة، ولكن السوق لم يحقق النجاح الذي تريده المحافظة وتحول إلى قطعة أرض تسكنها الأشباح، بعدما رفض الباعة الانتقال إليه بحجة أنه بعيد عن حركة المواطنين.

لم يعد سوق الترجمان التجربة الأولى الفاشلة للمحافظة بل سبقه ولحق به عدة تجارب لم توفق فيهم في إنشاء سوق متكامل للباعة الجائلين ونقلهم بصورة متحضرة وآدمية إليه، فمحافظة القاهرة عملت حتى الآن على إنشاء 12 سوقًا من بينهم الترجمان وحلوان وتوشكى وسوق بمدينة 15 مايو بتكلفة 100 مليون جنيه على مساحة 15 فدانًا، وبعد الوعود الكثيرة التي وعدتها المحافظة للباعة نجد أنهم في النهاية الضحية.

وعدت المحافظة الباعة بأن سوق الترجمان ما هو إلا محطة سيتم بعدها نقلهم إلى أرض "وبور الثلج"، ولكن تفاجأ الباعة بتصريح محافظة القاهرة بأنه تم نقل تبعية أرض وبور الثلج لتطوير مثلث ماسبيرو ولن يتم تخصيص للباعة، كما وعدت المحافظة الباعة بسوق أحمد حلمي وباعة المسرح القومي بنقلهم إلى سوق الزاوية الحمراء الجديد بتكلفة 30 مليون جنيه، ويضم 500 باكية، إلا أن السوق لم يتم الانتهاء منه حتى الآن.

سوق الترجمان "ضحك على الدقون"
قال عبدالرحمن محمد، الأمين العام لنقابة الباعة الجائلين، إن محافظة القاهرة غير موفقة على الإطلاق في اختيار أماكن أسواق الباعة الجائلين، فهي تختار أماكن غير مجهزة بالمرافق اللازمة، وليس عليها حركة من قبل المواطنين ما يقلل من حركة البيع والشراء بشكل كبير.

وأضاف محمد، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن سوق الترجمان، على سبيل المثال، يعتبر "ضحك على الدقون" كغيره من الأسواق التى توفرها المحافظة، فبالرغم من المبالغ الطائلة التى تم صرفها على السوق إلا أنه لم يؤد الغرض بالنسبة لنا، فهو يعتبر إهدار للمال العام.

وأشار إلى افتقاد السوق للمواصلات التي تنقل المواطنين لنا، وتم إقامة مول بنفس المنطقة من قبل وفشل الأمر، مضيفًا أن سوق الترجمان الآن مهجور، ومن رابع المستحيلات أن نعود إليه مرة أخرى.

تسكين نصف الباعة فقط بسوق حلوان.. انتفاضة الباعة 
وأشار الأمين العام لنقابة الباعة الجائلين، إلى عدم نقل المحافظة، لكل الباعة الجائلين، للأسواق الجديدة، فباعة حلوان 3 آلاف و500 بائع تم نقل 1500 بائع فقط، والباقي لم يأخذ نصيبه من الباكيات، وبائعو العتبة سيتم نقلهم لسوق الزاوية الحمراء أيضًا ومن المفترض أنه يتم نقل 580 بائعًا، عند الانتهاء منه، ولكن المحافظة قررت نقل 124 بائعًا فقط، وهو ليس عدلًا على الإطلاق، فعلى أي أساس يتم اختيار بائع دون الآخر بالإضافة إلى نقلهم على عربات قمامة، مما يهدد بانتفاضة قريبة للباعة الجائلين.

نفق المترو 
وأوضح محمد أنه على الدولة إنشاء أسواق حرة مثال نفق المترو بالعتبة ورمسيس فاقترحنا للمحافظة توفير من 30:40 فاترينة بأنفاق المترو ويتحمل البائع دفع 200 جنيه للدولة بشكل شهري وتم عرض الاقتراح على الهيئة العامة لمترو الأنفاق وردت بالرفض وذلك لتأجير المساحات لشركتى موبينيل وفودافون الذين يستأجرونها بـ15 ألف جنيهًا شهريًا، ما يعتبر عرضنا ضعيف أمام عرضهم.

المحافظة لم تفشل في الترجمان 
من جانبه، قال اللواء محمد أيمن عبدالتواب، نائب محافظ القاهرة للمنطقتين الشمالية والغربية، إن المحافظة لم تفشل في تسويق سوق الترجمان بل الباعة هم الذين سعوا لإفشاله، لعدم حماسهم للمكان، والعيب ليس فينا وإنما فيهم هم.

وأضاف نائب المحافظ في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن المحافظة وفرت المكان للبيع والشراء على البائع أن يقدر ذلك فنحن نقلنا البائع من الشارع إلى مكان محترم يمارس مهنته فيه، ولكن للأسف هم لا يمتلكون مقومات الجذب بالنسبة للجمهور ويعلقون فشلهم على المحافظة.

وأشار النائب إلى أن المحافظة ستعمل على نقل بائعي المسرح القومي لسوق الزاوية الحمراء وعددهم 122 بائعًا، بالإضافة إلى بائعي سوق الترجمان الملتزمين بتواجدهم في الحضور.

إنشاء سوقين بالمقطم وطره 
وقالت الدكتورة جيهان عبدالرحمن، نائبة محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، إن المنطقة بصدد إقامة سوق للباعة الجائلين بكل حي بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والمجتمع المدنى، والمؤسسات غير الهادفة للربح ونحن في مرحلة الدراسة للأماكن المخصصة لذلك، خدمة للمواطن والبائع في آن واحد.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ " العربية نيوز" أننا نعمل الآن على دراسة إنشاء سوقين، أحدهما في حى المقطم وسيتم نقل الباعة الجائلين بشارع 9 إليه في مساحة مخصصة تبلغ 10 آلاف متر تقريبًا، وأجرينا خلال الفترة الماضية مجموعة من الاجتماعات مع الباعة لدراسة المكان ومعرفة طموحاتهم وطلباتهم للمكان فسيتم توفير كافة الخدمات للمكان والمرافق حتى يكون ملائم لاقامة سوق حضاري متميز للباعة.

وأشارت نائبة المحافظ إلي إقامة سوق بحي طره لنقل الباعة بمنطقة طره الحجارة بجانب محطة مترو طره إليه وستتم في الفترة القادمة دراسة أعداد الباعة، لتوفير أماكن ومساحات لهم جميعًا، وكافة الخدمات التجارية.

5 ملايين بائع جائل 
قال الدكتور حمدى عرفة، خبير التنمية المحلية، إن عدد الأسواق العشوائية 1099، بواقع 5 ملايين بائع جائل، ومتوسط دخل البائع الجائل، وفقًا للإحصائيات 300 جنيه يوميًا، أى أن الدخل الشهري للباعة بصفه عامة مليار و500 مليون جنيه في الشهر وهذه هى المشكلة فمحافظة القاهرة عندما تقرر نقل الباعة من مكانهم إلى مكان آخر لا تدب فيه الحياة، فهي بهذا الشكل تحرمهم من المبالغ الطائلة التى يحصلون عليها ومن هنا يبدأ الصراع بينهما.

وأضاف عرفة، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أنه على المحافظة الاهتمام بمشاركة الباعة أنفسهم في مثل هذا القرار ولا تستخدم سياسة الأمر الواقع معهم، فلا بد أن يكون هناك ممثلا عن الباعة وممثل آخر عن المحافظة وممثل عن نقابة الباعة الجائلين المستقلة ويعملا على إيجاد حل مرضي لجميع الأطراف ولا يكون الحل من طرف دون الآخر.

استغلال الكباري 
وأوضح عرفة أنه لا بد من مخاطبة محافظة القاهرة للمديريات التابعة لها بتخصيص مساحة من أرض أملاك دولة لديها لعمل أسواق للباعة الجائلين، تنطبق عليها مواصفات السوق الجيد ولا يكون بعيدًا عن حركة المواطنين.

وأشار إلي تجربة دولة الهند، والتي تخصص نسبة 3% من مساحة الأرض للباعة الجائلين عند التخطيط لمدينة سكنية جديدة، فما نحن فيه ما هو إلا سوء إدارة وتخطيط من وزارة الإسكان وهي المسئولة عن ذلك.

واقترح خبير التنمية المحلية، عمل سوق للباعة أسفل الكباري كما هو موجود بعدد من دول العالم حتى لا تعيق حركة المارة واستغلال المساحة الفارغة أسفل الكوبري بدلًا من استغلالها في إلقاء القمامة والمخلفات.

ولفت إلي حل آخر للخروج من الأزمة وهو إنشاء بعض النقابات المعنية بالأمر، والتي تتبنى قضية الباعة الجائلين مثل نقابة المحامين والصحفيين والمهندسين، معرضًا أسبوعيا للباعة لتسويق منتجاتهم كمساهمة منهم في حل الأزمة.