8 حكومات منذ "ثورة يناير" والفشل واحد.. مؤشرات الدولة تتراجع.. البطالة في إزدياد والأسعار في توحش والفقراء الضحية.. وخبراء: غياب الرؤية الاقتصادية السبب
تعاقب على مصر 8 حكومات خلال الخمس سنوات الماضية منذ ثورة 25 يناير، بعدما أعيد تشكيل الحكومة الثامنة بقيادة المهندس شريف إسماعيل، والتى تستعد لعرض برنامجها على البرلمان فى 27 مارس الجارى، لتجديد الثقة فيها.
ويتضمن البرنامج الحكومة الذى عرضه رئيس الوزراء على بعض النواب فى الفترة الأخير إلى ثلاث محاور بداية من مواجهة التحديات مرورا بتنفيذ البرنامج الحكومة فى العامين المقبلين، وأخيرا تحديد الأهداف والرؤية فى الفترة المقبلة، كما يشمل البرنامج الحكومى خطط طويلة تصل إلى عام 2030 لتحقيق التنمية المستدامة.
وتحاول الحكومة الجديدة مواجهة التحديات المتمثلة فى ارتفاع معدل
البطالة وتقليل عحز الموازنة، وجلب الاستثمارات وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين
فضلا عن مواجهة الإرهاب وحماية الأمن القومى للبلاد، لكن برنامج الحكومة كان أهداف
كل الحكومات السابقة والتى عجزت عن تحقيقه.
ففى عهد كل رئيس وزراء كان الحدث الأكبر هو التغيير الوزارى، وكأنها أصبحت عادة يجب أن يتبعها كل رئيس حكومة، لكن مع التغييرات الوزارية وكثر عدد رؤساء الحكومات وتعدد البرامج والاستراتيجيات يبقى الوضع على ما هو عليه بل فى زيادة كل يوم إلى الأسوأ، فما زال غالبية المواطنين يعانون من نفس المشاكل منذ الثورة المصرية فى عام 2011، فظهر لنا حكومات روتينية تعمل مثل الموظفين لا تقدم أى أفكار أو حلول لمشاكل المصريين، وحكومات بها فساد فى كل شىء، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، مشاكل وأزمات فى كل قطاع من قطاعات الدولة والمواطن هو من يدفع الثمن.
فى البداية نستعرض حكومات ما بعد ثورة 25 يناير، ومصير كل حكومة
وبرامجها التى فشلت فى تحقيقها، بداية من حكومة الفريق أحمد شفيق حتى حكومة
المهندس شريف إسماعيل الحالية.
حكومات لم ينجح أحد
بداية مع حكومة الفريق أحمد شفيق، والتى جاءت بعد إعفاء حكومة أحمد نظيف من مسئوليتها نتيجة التظاهرات والاحتجاجات فى ذلك الوقت، إلا أن عمر هذه الحكومة لم يستمر أياما، حيث قدم أحمد شفيق استقالته بعد تنحى الرئيس مبارك عن الحكم.
ثم كلف المجلس العسكرى الدكتور عصام شرف بتشكيل الوزارة، يوم 3 مارس 2011، ولم تقدم هذه الحكومة أى شيء إلى المواطنين فخرجت الاحتجاجات عليها ليتم إقالة 14 وزيرا، وتشكيل حكومة جديدة واستمر هذه الحكومة حتى نوفمبر 2011، ولكنها أجبرت على الاستقالة لعدم تحقيقها أى شيء يذكر من مطالب الثورة.
وفى ديسمبر عام 2011 تشكلت حكومة الدكتور كمال الجنزورى ووصفت وقتها
بحكومة الانقاذ الوطنى، لكنها هى الأخرى لم تقدم أى حلول لإنقاذ الوطن، فقد واجهت
أزمات عديدة منها أحداث مجلس الوزراء و"مذبحة بورسعيد" وسفر الأمريكان المتهمين
بالتمويل الأجنبى المخالف للقانون، كما تفاقمت أزمة البنزين والكهرباء، وظلت 8 أشهر
ثم تقدم الدكتور كمال الجنزورى باستقالة الحكومة فى 25 يونيو 2012.
حكومة هشام قنديل.. رحلت مع مرسى
جاءت حكومة هشام قنديل مع تولى الإخوان حكم الدولة، وكان وزيرًا للرى
فى حكومة عصام شرف، وفشلت هذه الحكومة فى حل مشاكل كثيرة منها ارتفاع الأسعار
وانقطاع الكهرباء والماء وفرض ضرائب جديدة وزيادة مشكلة سد النهضة، وكانت هذه
الحكومة صاحبة نصيب كبير من التظاهرات والاحتجاجات، وتميز قنديل بالتصريحات
الاستفزازية والساذجة، الأمر الذى تسبب فى موجة غضب كبيرة أدت إلى زوال حكم
الإخوان نهائيا فى 30 يونيو 2013.
تحديات حكومة الببلاوي
أما الحكومة الخامسة كانت من نصيب الدكتور حازم الببلاوى، إلا إنها أخفقت فى العديد من الأمور حال كل الحكومات السابقة، بداية من الإضرابات العمالية الكثيرة وإضراب بعض النقابات مثل الأطباء والصيادلة بسبب الحصول على الكادر الخاص بهم، بجانب حوادث الطرق والقطارات، وحادثة سانت كاترين التى أودت بحياة أربعة شباب مصريين، لكن فى النهاية استقالت هذه الحكومة هى الأخرى، لتأتى حكومة المهندس إبراهيم محلب فى فبراير 2014، إلا أن هذه الحكومة استحدثت وزارة التطوير الحضاري والعشوائيات والتعليم الفنى، وتم إلغاء وزارة الإعلام.
حكومة محلب.. إنجازات وإخفاقات
وتعد حكومة المهندس إبراهيم محلب من أكثر الحكومات التى حققت إنجازات، فتم افتتاح قناة السويس، فضلًا عن نجاحها في البرنامج الاقتصادي لزيادة معدلات النمو إلى 4.2%، وخفض البطالة إلى 12.7%، وزيادة الاستثمار لـ1.8، بالإضافة إلى تطويرها لمعهد القلب.
لكنها أخفقت فى ملف الأمن وارتفاع الأسعار وغرق المراكب، بجانب أزمات التعليم المستمرة، وكوارث المستشفيات حتى جاءت النهاية فى ملف فساد وزارة الزراعة، الأمر الذى جعل محلب يبتعد عن المشهد تماما، فتم تشكيل حكومة جديدة بقيادة المهندس شريف إسماعيل.
ويعد المهندس شريف إسماعيل رئيس الحكومة السابعة، بعد ثورة يناير، بعد أن استقالت حكومة محلب، لكنه أبقى على بعض الوزراء من حكومة محلب، وتواجه حكومة المهندس شريف إسماعيل العديد من الأزمات والملفات الصعبة، فيأمل المواطنون أن تكون هذه الحكومة على قدر المسئولية وليست مثل سابقيها.
الدولة تنتقص إلى الخبرات والكفاءات
فى هذا السياق يقول الدكتور يسرى العزباوى الباحث في مركز اأهرام
الدراسات السياسية، إن كل الحكومات التى تعاقبت بعد ثورة يناير لم تحقق طالب
الثورة حتى الان، فهم يسيرون فى نفس الطريق التى كانت تتبعن حكومات ما قبل الثورة
وهو عدم تحديد المهام والاهداف لكل وزير، فلا يوجد أى حكومة لديها هدف واضح مرتبط
بفترة زمنية وحددة لهذا نجد حكومات ما بعد الثورة لم تقدم اى حلول للمشاكل
الموجودة فى الدولة.
وأضاف المحلل السياسى، لـ"العربية نيوز "، أن كثرة
الحكومات والتعديلات الوزارية دليل على أن الدولة لديها نقص في الكفاءات فى العديد
من المجالات.
وشدد على أن الحكومة الجديدة لابد أن تهتم بالملف الاقتصادى ودعم
المشروعات الاقتصادية وتطوير الخدمات الخدمة للمواطنين خاصة الصحة والتعليم، إذا
أرادت حكومة شريف اسماعيل عدم اللحاق بالحكومات السابقة التى فشلت فى أداء معظم
أعمالها.
الحكومات السابقة فشلت فى قراءة مطالب المواطنين
وأوضح الدكتور رشاد عبده رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية،
أن معظم التعديلات الوزارية والتغيرات الكثيرة فى الحكومات التى تعاقبت بعد ثورة
يناير كانت معظمها نتيجة لأحداث وقتية، مرتبطة بمشكلة معينة، لافتا إلى أن
الحكومات تفتقد إلى الرؤية الاقتصادية، وتحديد الأهداف وارتباطها بوقت محدد، الأمر
الذى جعل مصير كل الحكومات الفشل.
وطالب رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، الحكومة الجديدة
العمل هى تنمية الاستثمار وإنشاء المشروعات الصغيرة التى تنعكس على المواطنين
بالإيجاب فى وقت قصير، بجانب قراءة احتياجات المواطنين وتوفير متطلباتهم، فسر فشل
الحكومات السابقة يرجع إلى عدم ابتكار حلول سريعة لكل المشكلات التى يعانى منها
المواطنون منذ سنوات كثيرة.