عاجل
الجمعة 29 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

لماذا تدعم أمريكا منظمات حقوق الإنسان في مصر؟.. خبراء: واشنطن تعدت على السيادة.. ومن حق الحكومة محاصرة التمويل

 نجيب جبرائيل -
نجيب جبرائيل - وحيد الأقصري - نبيل فؤاد

"وحيد الأقصري": الولايات المتحدة تستخدم ورقة حقوق الإنسان للضغط على مصر
"نبيل فؤاد": بيان جون كيرى تعدى على السيادة المصرية

تعتبر القضية المعروفة إعلاميًا باسم قضية التمويل الأجنبي للمنظمات الأهلية ومنظمات المجتمع المدنى من القضايا التي يثار حولها العديد من الغموض والتساؤلات منذ بدايتها في عام 2011، حيث قرر قاضي التحقيقات في هذه القضية المستشار هشام عبدالحميد إعادة فتح قضية التمويل الأجنبي مرة أخرى، الأمر الذي أثار خيفة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أعرب جون كيري وزير الخارجية الأمريكي عن غضبه من إعادة فتح هذه القضية مرة أخرى بعد مرور ما يقرب من خمس سنوات على بدايتها.

وقال جون كيرى، إنه يشعر بالقلق تجاه وضع حقوق الإنسان في مصر، خاصة بعد أن قامت الحكومة المصرية بإعادة فتح ملف المنظمات الحقوقية غير الحكومية، مؤكدًا أن التحقيق في هذه القضية مرة أخرى من أجل تخويف المعارضة السياسية والناشطين الحقوقيين والصحفيين.

وطالب وزير خارجية الولايات المتحدة من الحكومة المصرية التعاون مع المنظمات المدنية لخدمة حقوق الإنسان والسماح لعمل هذه المنظمات بحرية أكثر وتخفيف القيود عليها.

نظرة على قضية "التمويل الأجنبي"
ترجع القضية المعروفة إعلاميًا بـ"التمويل الأجنبي" إلى عام 2011، حيث تم اتهام بعض الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني بالعمل دون ترخيص والحصول على تمويل من الخارج دون الخضوع إلى الرقابة، واتهم في هذه القضية بعض الشخصيات المصرية والعربية بجانب 19 شخصا يحملون الجنسية الأمريكية، وأثناء سير القضية تم ترحيل 17 ناشطًا أمريكيًا إلى بلادهم في عام 2013، لكن القضية ما زالت مستمرة بعد ذلك.

واستمرت القضية حول المنظمات المحلية غير التابعة للحكومة والموجودة في مصر، حتى جاء قرار محكمة جنايات القاهرة بإعادة فتح القضية مرة أخرى لظهور بعض المعلومات الجديدة في هذه القضية، ويصل عدد الجمعيات والمنظمات المتهمة في هذه القضية إلى 41 منظمة قد تلقت تمويل من الولايات المتحدة الأمريكية بجانب بعض المنظمات التي تلقت تمويل أيضًا من دول غير الولايات المتحدة.

ونتيجة لإعادة فتح ملف التمويل الأجنبي مرة أخرى، انتقد عدد من مديرى الجمعيات الحقوقية في مصر بعودة التحقيقات مرة أخرى، مؤكدين أن الحكومة تريد الرد على إدانات الاتحاد الأوروبي الخاص بتراجع حقوق الإنسان في مصر بطريقة تبدو انتقامية.

لكن ما يثير التساؤلات في هذه القضية هو علاقة الولايات المتحدة بهذه المنظمات ودعمها لها، خاصة بعد تصريحات جون كيرى المتعلقة بهذه المنظمات وانتقاده لإعادة فتح القضية مرة أخرى، خاصة إن الحكومة المصرية تعتبر هذه المنظمات تعمل وفق أجندة خارجية تهدف إلى تشويه مصر وتعمل عكس مصالح الشعب المصري.

في هذا السياق، رفض بعض السياسيين تدخل الولايات المتحدة في أي شئ يتعلق بقضية التمويل الأجنبي، معتبربًا ذلك تدخل في الشأن الداخلي المصري، مؤكدين أن الولايات المتحدة تنتظر أي فرصة لتتدخل في الشأن الداخلى المصرى.

الولايات المتحدة تضغط على مصر بكل الطرق
الدكتور وحيد الأقصري، رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي، أكد لـ"العربية نيوز" أن بيان جون كيري وزير الخارجية لأمريكا بخصوص إعادة فتح قضية التمويل الأجنبي يعتبر تدخل غير مقبول في الشأن الدخلي المصري، فهذه القضية في يد القضاء المصري وبات الأمر متعلق بتطبيق القانون ويجب على الولايات المتحدة أن تعي أن هذه القضية أمر داخلي لا نقبل التدخل فيه.

وأكد رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي، أن الولايات المتحدة الأمريكية تهتم بوجود هذه المنظمات في مصر وممارسة أعمالها دون خضوعها لأي عمل رقابي، لأن الولايات المتحدة تمول هذه المنظمات من أجل عدم استقرار النظام في مصر، كما أنها تستخدم قضية حقوق الإنسان من أجل الضغط على مصر في أمور أخرى.

وطالب "الأقصري" بضرورة إصدار قانون الجمعيات الجديد، الذي ينظم عمل الجمعيات الأهلية ومنظمات الجتمع المدني، لافتًا إلى أن من يخطئ لا بد من محاسبته وفقا للقانون.

من حق الحكومة المصرية حماية أمنها القومى
ورفض اللواء نبيل فؤاد الخبير الاستراتيجي، بيان جون كيري المتعلق بإعادة النظر في قضية التمويل الأجنبي، فهذا يعد تدخل وتعدى على السيادة المصرية، لافتا إلى أن الحكومة المصرية من حقها اتخاذ كافّة القرارات من أجل الحفاظ على الأمن القومي، فهناك بعض المنظمات الحقوقية تلقت تمويل من الخارج دون ترخيص ومن حق القضاء التحقيق في هذا الأمر وفقًا للقانون، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة نفسها تحقق مع هذه المنظمات لو خالفت القانون، فلا يوجد أي مبرر للولايات المتحدة إصدار هذا البيان الذي يتدخل في الشأن الداخلي المصري.

وأشار الخبير الاستراتيجي، لـ"العربية نيوز" إلى أن هناك بعض المنظمات تناست دورها الحقوقي ولم تقدم أي شئ إلى حقوق الإنسان ومساعدة أفراد المجتمع، بل ظلت تمول وتمارس بعض الأدوار السياسية التي تشيع الفوضي في البلاد، لكن حان الوقت لوقف هذا التمويل الخارجي ومحاسبة كل من أخطأ في حق مصر في الفترة الماضية.

وسيلة ضغط
وقال نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، أن الولايات المتحدة قلقة من إعادة فتح ملف التمويل الأجنبى مرة أخرى، لأن ذلك سيكشف حجم التمويل الذي حصلت علية هذه المنظمات من الولايات المتحدة، وبالتأكيد امريكا لا تريد ذلك.

وأضاف رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، أن بيان جون كيرى يأكد علاقة الولايات المتحدة بهذه المنظمات، لافتا إلى أن الولايات التحدة تستخدمها لتحقيق أهدافها في مصر وتعتبرها وسيلة ضغط يمكن استخدامها في كثير من الأوقات.