"السياحة" تطلع من حفرة تقع في "بورصة برلين".. الوزارة فشلت في جذب السائحين.. والمدن السياحية يسكنها الأشباح.. وخبراء: الحكومة تعمل بدون برنامج وتفتقد التسويق الجيد
"عبدالعظيم": نحتاج منظومة عمل جديدة لتغيير الصورة الذهنية عن مصر
نقيب السياحيين: الحكومة لا تملك خطة واضحة لإنقاذ القطاع
يواجه قطاع السياحة فى مصر أوضاعًا صعبة فى المرحلة الحالية، حيث انهار القطاع بطريقة تدريجية خلال الخمس سنوات الأخيرة، بعد معاناه استمرت طويلا، وكان القطاع كلما يخرج من أزمة يواجه أزمة أكبر، كان أخرها سقوط الطائرة الروسية نهاية العام الماضى، وقبل ان تستفيق منها مصر جاء مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في ظروف غامضة، ليدخل القطاع إلي نفق مظلم لا تبدو علامات انفراجه قريبه فيه.
والأمر الذى زاد المشكلة تعقيدا ما حدث فى بورصة برلين العالمية، حيث كان يعتبره البعض نافذه قوية يمكن ان تنعش القطاع السياحى ويحرك المياه الراكده، لكن جاءت أحداث بورصة برلين عكس كل التوقعات حيث شهدت البورصة إقبالًا ضعيفًا هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، بسبب الأحداث الجارية، وعدم إدراك المسؤلين بأهمية وقوة الحدث، حيث تعاملوا معه باستهانه ما تسبب في فشل الوزارة في التعاقد على أفواج سياحية خلال الفترة المقبلة.
كما أن سياسات الحكومة تجاه القطاع السياحى لن تقدم أى مساعدة حتى الآن الى هذا القطاع، فأقصى ما قدمه وزير السياحة هشام زعزوع هو وقف قبول طلبات إنشاء الشركات السياحية الجديدة، وكان ذلك فى يونيو الماضى، إلا انه قام مؤخرا بتمديد هذا القرار لمدة عام آخر، فكل يوم يزداد حجم الفنادق التى تغلق ابوابها نتيجة الظروف التى تمر بها السياحة المصرية فحجم الإشغال فى معظم الفنادق الموجودة الآن لا يتجاوز 10%، فكل محاولات الدولة لانعاش السياحة فى مصر لم تجدى بأى نتيجة إجابية حتى الان.
الحكومة تعمل دون خطة واضحة
من جانبه، أكد باسم حلقة، نقيب السياحيين، أن القطاع السياحى فى مصر يمر بأزمة ربما لم يشهدها من قبل، فمصر تمتلك كل المقاوات التى تجعلها من اقوى الدول الناشطة فى المجال السياحى لكن للأسف القطاع كل يوم يعود الى الوراء.
وأشار حلقة، لـ"العربية نيوز"، الى ان قرار وزير السياحة بوقف عمل الشركات السياحية الجديدة جاء من خلال تراجع النشاط السياحى بشكل كبير، فمن الطبيعى ان يتم وقف الشركات الجديدة عن العمل لان السوق يمر بحالة من الكساد.
وأضاف أن سياسات الحكومة تجاة النشاط السياحى لن تحل أى شئ من مشاكله، فنحن نعانى من الارتباك فى مواجهة هذا الملف فلا يوجد أى خطة واضحه للتقدم بالقطاع السياحى فى الفترة الأخير، أو أى برامج واضحة مع الحكومات الأخرى من أجل رفع الحظر السياحة عن مصر فكل ما يحدث هو مطالبات فقط دون أى خطو أو برنامج واضح، فالوضع كما هو فى أخر سنتين ولم يحدث أي تقدم يذكر.
وطالب نقيب السياحيين، من الحكومة بوضع برنامج إنقاذ سريع لكل العاملين فى القطاع السياحى، فكل يوم يتزايد عدد الفنادق التي تعلن عن إغلاقها، وعدد الشركات التى تنسحب من السوق نتيجة الإفلاس، لافتا الى أن دور وزارة السياحة فى بورصة برلين لن يغير أى شئ تجاه الوضع السياحى، فالوزارة ظهرت وكأنها عاجزه عن تقديم أى أفكار تجذب السياح الى مصر واكتفت بالحديث عن وصف مصر فقط.
منظومة جديدة لإدارة النشاط السياحى
وأوضح عماري عبد العظيم رئيس شعبة شركات السياحة والطيران بالغرف التجارية، أن الوضع السياحى يمر بأزمة صعبة للغاية، فالشركات السياحية لم يعد لديها القدرة على تحمل الظروف التى يمر بها القطاع، فالمشاكل والأعباء فى زيادة مستمرة لذلك نجد كل فندق أو شركة سياحية تنسحب من السوق لصعوبة الموقف.
وقال رئيس شعبة شركات السياحة والطيران، لـ"العربية نيوز"، إن نجاح منظومة السياحة وعودة النشاط مره أخرى يبدأ من إيجاد منظومة جديدة لعمل النشاط السياحى وإعادة تأهيل كل فرد يعمل فى القطاع السياحى وتعليمه أهمية السياح للدولة وله هو بشكل شخصي، بجانب العمل على توفير أفضل خدمة بأقل سعر بداية من رحلات الطيران الى الخدمات الفندقية حتى مغادرة السائح مرة أخرى، فتغيير الصورة الذهنية عن مصر لدى الدول التى يتوافد منها السياح هو الأهم فى الفترة المقبلة.
نفتقد الى التسويق الجيد
وأكد إيهاب موسى مؤسس ورئيس أئتلاف دعم السياحة، أن النشاط السياحى مرتبط بعدة عوامل ويجب أن تتوافر أهمها الاستقرار الأمنى والسياسى، ثم توفير مناخ جاذب للسياح بأفضل الامكانيات والخدمات، وهذا ما افتقدناه فى السنوات السابقة، فالحكومة لم تدرك أهمية القطاع السياحى إلا وقت حدوث الازمات مثل مشكلة الدولار الأخيرة، فالسياحة تعتبر هى المصدر الأول للعملات الصعبة.
ولفت موسى، لـ"العربية نيوز"، إلى أن الحكومة الحالية لم تعد قادرة على إيجاد حلول لمشاكل القطاع السياحى ولم تفكر فى أى طرق يتم تنشيط بها هذا القطاع وبالتالى من الطبيعى أن يتم وقف انشاء الشركات السياحية الجديدة.
وأشار رئيس أئتلاف دعم السياحة، الى أن أهم المشكلات التى تواجه القطاع السياحة هو غياب التسويق الجيد عن هذا القطاع، فحتى بورصة برلين لم نستفيد منها بأى شئ، فيجب فتح أسواق جديدة والتسويق لذلك بشكل محترف، وإيجاد خطط وبرامج بديلة لجذب الأسواق الآخرى قالسياحة الداخلية لن تتساوى مع نظيرتها الخارجية ولن تكون كافية فى الفترة المقبلة.