"لعنة عكاشة" تُطارد "النائب المُشاغب".. نكشف "جواسيس إسرائيل" في مجلس النواب
يبدو أن "عدوى التطبيع" مع الكيان الصهيوني داخل البرلمان باتت شبحًا يُطارد بعض النواب، خاصة في ظل توارد الأنباء حول توّرط نواب آخرين في نفس الأزمة، فتوفيق عكاشة الذي كتب بخط يده نهايته السياسية بالتحالف مع الكيان الصهيوني، كان أبرز الأمثلة الواقعية لمصير أي نائب يسير فى ذلك الطريق المجهول، خاصة في ظل النهاية المأساوية لـ"نائب التطبيع"، التي دفعته إلى مغادرة القاهرة، والاعتكاف بمزرعة الخيول الخاصة به، وغلقه جميع هواتفه، وإسناده إدارة أعماله لمعاونيه.
سقوط "نائب التطبيع" لم يتعلق بالشق السياسي فقط، بل امتد إلى مملكته الاقتصادية، بعد أن اضطر إلى غلق منبره الإعلامي قناة "الفراعين"، وعرضها للبيع، مشددًا في الوقت ذاته على أن القناة ستسدد كافة مديونيتها للعاملين بها، وفقًا لظروفها المالية، بالإضافة إلى إعلانه نية التقدم بطلب لتسوية معاشه باتحاد الإذاعة والتليفزيون، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لن يتقدم بطلب سفر لأي دولة، بعد تردّد أنباء عن نيته الهجرة إلى إسرائيل.
"لعنة عكاشة" طاردت "النائب المشاغب"، مرتضى منصور، عقب الاتهامات المُوجهة إليه بالتعامل مع وكيل لاعبين إسرائيلى في صفقة اللاعب الزامبى "مايوكا" مع نادي الزمالك، والكشف عن عقود صفقة اللاعب، التي توضح توقيع وكيل اللاعب، وهو إسرائيلي الجنسية باللغة العبرية، بالإضافة إلى كتابة رقم هاتفه في العاصمة اليهودية "تل أبيب"، على نفس نسخة العقد التي حملت توقيع رئيس النادي، وعضو مجلس النواب، الأمر الذى اعتبره البعض واقعة مؤكدة تشير إلى وقوع "منصور" فى "فخ التطبيع"، مما دفع البعض إلى المطالبة بمحاسبته من الجهات المعنية بمباحث الأموال نظرًا لحصول الوكيل على أكثر من 10% من قيمة العقد كعمولة نظير هذه الصفقة المشبوهة.
الرأي العام المصري قابل تلك الوقائع بمزيج من الدهشة، والإدانة، والاستنكار، وهذا ما ظهر في تصريحات كثير من الشخصيات العامة، والرياضية، وعلى رأسهم عزمي مجاهد، سكرتير عام نادي الزمالك وعضو مجلس الإدارة السابق، الذي وصف ما حدث بـ"المصيبة"، مشيرًا إلى أن ما وقع فيه عضو مجلس النواب يعد فوضى، خاصة إن نادى الزمالك مُحب لبلده، لذلك فالمسئول وبالقطع هو رئيس النادي، الذي يجب محاسبته على هذه "السقطة"، بعد أن جلب "العار" لكل أبناء النادي، وهو الذي اعتاد أيضًا مهاجمة كل من يخالفه الرأي باعتباره ضده، وأهان تاريخ كثير من رموز النادي.
"الغضب الرسمي" ظهر أيضًا بوضوح تجاه ما فعله مرتضى منصور، وتحالفه مع الكيان الصهيوني، خاصة عقب رفض رئيس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل، مقابلته على الرغم من محاولة عضو مجلس النواب إجراء هذه المقابلة لشرح موقفه في أزمة التطبيع مع إسرائيل، كما ظهر ذلك الغضب أيضًا في تعليقات وزير الشباب والرياضة، خالد عبدالعزيز، على الواقعة، وتأكيداته على رفض التعامل مع أي شخص ينتمي للكيان الصهيوني سواء كان ذلك في مجال الرياضة أو خارجه احترامًا لمشاعر الشعب المصري الذي يرفض التطبيع مع إسرائيل بكافة أشكاله.
"البرلمان" كان حاضرًا وبقوة في تلك الأزمة، خاصة بعد إعلان عدد من النواب نيتهم التقدم ببيان عاجل إلى مجلس النواب لمناقشة الأزمة، ومحاسبة المتورطين فيها، خاصة إن نادي الزمالك يعد إحدى قلاع الرياضة المصرية، ويعشقه ملايين المصريين، الذين انتابهم الغضب عقب علمهم بتلك الواقعة، مشددين فى الوقت ذاته على ضرورة اتخاذ المجلس ونوابه موقفًا مشرفًا تجاه "منصور"، في حالة ثبوت توّرطه في هذا "المستنقع"، ليشهد نفس مصير النائب المسقط عضويته، توفيق عكاشة، باعتبار أن ذلك مصير أي "مُطبِّع" داخل هذا الوطن.
"الهجوم الشرس" الذي تعرض له مرتضى منصور، دفعه لإعداد "منصة صواريخ" تصريحاته، لإطلاقها في وجه الإعلام، في محاولة منه للدفاع عن نفسه، مشددًا على أن نادى الزمالك لم يحوّل أي أموال إلى إسرائيل، كما أنه على استعداد لمنح أى شخص تفويضًا كتابيًا للذهاب للبنك المركزي والكشف عن حسابات نادى الزمالك، للتأكد من عدم إرسال أى مقابل مادي لإسرائيل، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه يمتلك مستندًا رسميًا من البنك المركزى يفيد بعدم تحويل الزمالك أي مبالغ مالية لوكيل "مايوكا "عن طريق أحد البنوك الإسرائيلية.
وأعرب "منصور"، عن استعداده للذهاب إلى محكمة الجنايات فى حالة ثبوت تلك التهمة عليه، مشيرًا إلى أن نادى الزمالك عظيم، ولا يمكن لأحد أن يُزايد على وطنيته أبدًا، هذا فضلًا عن كونه كان أحد المهاجمين للنائب المُسقط عضويته، توفيق عكاشة، على خلفية لقائه بالسفير الإسرائيلي.
أحمد مرتضى منصور، خرج هو الآخر مُدافعًا عن والده، مُشدّدًا على أن نادي الزمالك لم يُطبّع مع إسرائيل، وأنهم لم يتعاملوا مع أي شخص إسرائيلى فى صفقة "مايوكا"، كما أن وكيل اللاعبين الذي حضر مع اللاعب إلى مصر جنسيته يونانية وليست إسرائيلية، كما يدّعي البعض.
نقلا عن النسخة الورقية