دراسة أثرية: مصر علّمت العالم أول أبجدية في التاريخ
أكدت دراسة أثرية عن النقوش السينائية للدكتور خالد شوقي البسيوني، أستاذ الآثار المصرية القديمة بكلية السياحة والفنادق بالإسماعيلية جامعة قناة السويس، أن نقوش سيناء الصخرية بمنطقة سرابيت الخادم وما حولها والمعروفة بالأبجدية السينائية أو البروتوسينائية كان لها الفضل في اختراع الأبجدية الفينيقية.
وقال الدكتور خالد شوقي في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم إن النقوش السينائية تمثل مرحلة مهمة وبارعة في سلسلة التطورات والتغيرات والمراحل الخاصة بالتحول من النظام الكتابي التصويري إلى النظام الكتابي الخطي بالإضافة إلى أنها كانت مرحلة فارقة على الطريق نحو ظهور الأبجديات وكل منهما يكمل الآخر في تاريخ الكتابة والانتقال من عصر النقوش والرموز والعلامات التصويرية إلى عصر الخطوط والحروف الأبجدية ما كان له الأثر الضخم والكبير على الشكل والمضمون للثقافة والهوية الحضارية إقليميا وعالميًا .
وأضاف إن النقوش السينائية اكتشفت في أوائل القرن العشرين على يد عالم الآثار البريطاني فلندرز بترى بمنطقة سرابيت الخادم وقد تحدث عنها الرحالة الأوروبيون الذين زاروا سيناء في طريقهم لبيت المقدس واعتقدوا خطأ أنها من كتابات العبرانيين وربطوا بينها وبين خروج بني إسرائيل وقد جمعت هذه الكتابة بين الشكل التصويري والشكل الخطي أي الكتابة التصويرية والكتابة الخطية .
من جانبه، قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء بوزارة الآثار، إن الدراسة ذكرت أن عالم الآثار المصرية وليم أولبرايت قام بدراسة هذه النقوش، وفي العام 1917 استطاع عالم الآثار جاردنر حل رموز النصوص القصيرة قليلة الكلمات وأعلن أن هذه النصوص هي مصدر كثير من الأبجديات، وأرّخ جاردنر النقوش السينائية بعصر الأسرة الثانية عشر الدولة الوسطى في القرن الثامن عشر قبل الميلاد العصر الذهبي لاستغلال مناجم النحاس بمنطقة سرابيت الخادم، وقد وصل عدد النقوش المكتشفة إلى 25 نقشًا بينما أرخ وليم أولبرايت بعد أعمال البعثة الأفريقية لجامعة كاليفورنيا النقوش السينائية لعام 1500 ق.م عصر الدولة الحديثة عصر الإمبراطورية المصرية مثلما ارتأى فلندرز بتري.
وأضاف" إن انتقال النقوش السينائية إلى الكنعانيين "سكان فلسطين والساحل الفينيقى وأجزاء كبيرة من الإقليم السوري" تم في العصر البروزي المتأخر "عصر الدولة الحديثة في مصر القديمة" وقد استخدمت الأبجدية الخطية "الخطوط الفينيقية" والأبجدية المسمارية في أوجاريت بصفة منتظمة لكتابة اللغة الكنعانية وفي نفس الوقت أثناء العصر البرونزي المتأخر سجل الكنعانيون معظم كتاباتهم بالخط المسماري الأكادي الخاص باللغة الأكادية البابلية كما ظهر فى لوحات العمارنة كدليل وشاهد أثري ولغوي حول هذا المضمون.
وبين أن معرفة واحتياج الكنعانيين في فلسطين وفينيقيا وسوريا إلى نظم وطرق كتابية متباينة من بلاد ما بين النهرين وهو الخط المسماري ومن مصر وهي الكتابة التصويرية، جعل أرضهم منطقة عبور بين قارات العالم القديم وبذلك تمكنوا من اختراع نظم كتابية جديدة ومتطورة ومرنة لتسجيل وكتابة لغاتهم ووثائقهم وتلبية احتياجاتهم الإدارية والثقافية والفكرية وهى الأبجدية الفينيقية ذات الخطوط المستقيمة التى انحدرت منها الخطوط الآرامية والعربية والعبرية والأمهرية وغيرها من الخطوط الشرقية إلى جانب الخطوط الإغريقية واللاتينية وجميع الخطوط الأوروبية المأخوذة عنها.
وأوضح انه كان من المعروف أن أقدم خطوط الأبجدية الفينيقية "الكنعانية" تعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد حتى تم اكتشاف تابوت حيرام في مدينة بيبلوس في بيروت ميناء كبن في النصوص المصرية القديمة على يد عالم الآثار الفرنسي مونتيه عام 1923 تم تعديل التأريخ ليصبح القرن العاشر قبل الميلاد .