"اليونسكو" تدين أعمال التدمير في مدينة "بُصرى" القديمة بسوريا
أدانت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، أعمال التدمير التي لحقت بمدينة بصرى القديمة في سوريا، وذلك خلال معارك نشبت في المدينة القديمة، وهو ما أكدته إدارة الآثار والمتاحف في سوريا.
قالت المديرة العامة، في بيان لها اليوم: "إن أعمال التدمير التي لحقت في "بصرى" إنما تشكل تصعيدًا جديدًا في الممارسات الفظيعة؛ جراء الحرب الجارية هناك، ويجب أن تتوقف هذه الممارسات في أسرع وقت ممكن حتى تُتاح للجهات المعنية تعزيز الاتفاق المبرم محليّا والرامي إلى صون تراث ثقافي لا بديل عنه في بُصرى".
وتابعت المديرة العامة قائلة: "إن حماية المواقع الثقافية لا تنفصل البتة عن حماية الأرواح البشرية، وهو ما يتيح لسوريا أن تستعيد سبيل السلام. أما المسرح الروماني في بُصرى فهو يجسد ثراء وتنوع هوية الشعب السوري".
و طالبت المديرة العامة لـ"اليونسكو" كافة المهنيين المعنيين بالثقافة عبر العالم، ولاسيما الأطراف الفاعلة في أسواق التحف الفنية، بتوخي أقصى درجات الحذر من أجل مكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية الآتية من بُصرى".
وكانت أعمال التدمير التي وقعت الثلاثاء الماضي، قد أفضت إلى إلحاق أضرار جسيمة في الفناء الغربي المتاخم للمسرح الروماني، الذي يعود تاريخه إلى النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي، فضلًا عن العديد من الأماكن في القلعة الأيوبية التي تحيط بالمسرح الروماني، مما قد يؤدي إلى احتمال وقوع أضرار أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن مدينة "بُصرى" القديمة هي موقع أثري رئيسي تتجاور فيه آثار من العصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية. أما المسرح الروماني الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي، وتتسم بنيته المعمارية بطابع فريد من نوعه، وظل في حالة حفظ استثنائية، بعد أن تم بناؤه على الأرجح في عصر الإمبراطور الروماني تراجان، فقد انضم إلى مجموعة من الحصون التي بُنيت في عصور متأخرة فيما بين عامي 481 و1251 ميلادية، وذلك من أجل تشييد قلعة منيعة لحماية طريق دمشق.