عاجل
السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

أثري: انصهار الاحتفالات الدينية بين المسلمين والمسيحيين ثابت فى التاريخ

الأثري سامح الزهار
الأثري سامح الزهار

أكد الأثري سامح الزهار المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية أن حلول المولد النبوي الشريف هذا العام في نفس توقيت أعياد رأس السنة الميلادية يعطي العالم كله درسا مهما يشهد على انصهار العلاقات التاريخية بين المسلمين و المسيحيين في أوطانهم ، خاصة بعد ما يشهده العالم الآن من محاولات لخلق فتن بين الشعوب.

وقال الزهار - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - إن المسلمين خاصة في العصر الفاطمي اهتموا بالاحتفال بأعياد الأقباط و خاصة في رأس السنة الميلادية، حيث كانت أعياد الأقباط في مصر الفاطمية بمثابة أعياد قومية رسمية للدولة ، وتحتسبها عطلة رسمية للشعب ، ويتم فيها غلق المصالح الرسمية والأسواق و المحلات التجارية،وتقوم الدولة بتوزيع الكساء على الشعب دون تفرقه بين مسلم أومسيحي.

وأضاف أن احتفالات رأس السنة الميلادية في العصر الفاطمي شهدت قمة مظاهر الاحتفال بالأعياد ، حيث كانوا يوقدون الشموع و يقومون بصناعة الحلوى من الأصناف المختلفة والمعجنات والزلابية واللارنج والليمون والقصب والأسماك ، ومن أشهرها سمك البوري ، ثم يخرجون فى احتفالات و مواكب بالقناديل فى الشوارع من بعد صلاة العشاء و حتى بداية الصباح.

وتابع الزهار أن من اهم مظاهر احتفال المسيحيين برأس السنة فى العصر الفاطمى خروجهم من الكنائس فى مجموعات قاصدين زيارة النيل للاستمتاع بالجلوس أمامه ، و يسهر المسلمون معهم حتى الفجر في مشهد رائع يدل على الحب بين عنصري الأمه و مشاركتهم الوطن في تلك الفترة الزمنية.

ولفت إلى أن المسيحيين كانوا أيضا يشاركون إخوانهم المسلمين أعيادهم و مناسباتهم الدينية ، و لعل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في العصر الفاطمي كان شاهداً على ذلك ، فقد بدأ الاحتفال بهذه المناسبة مع دخول الفاطميين الى مصر ، و كان يتم الاحتفال بتلك المناسبة بشكل كبير فقد كانت تصنع الحلويات المختلفة ، كما انه كان يتم تخزين المواد الغذائية من سمن وسكر ودقيق حتى يتم تصنيع الحلوى التي كانت توزع بأمر الخليفة على جميع طبقات الشعب في جميع المناسبات الدينية وبصفة خاصة المولد النبوي.

وأكد الاثري سامح الزهار أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لم ينقطع إلا في زمن الدولة الايوبية حيث كانت سياسة الايوبيين وقتها انه يجب محو ظواهر الاحتفالات الاجتماعية المرتبطة بالعصر الفاطمي خاصة وان الدولة كانت في حالة مشاحنات سياسية و تجهيزات عسكريه تقتضي توفير نفقات الاحتفالات.

وأوضح أنه في العصور الاخرى سواء كانت المملوكيه او فترات الحملات الفرنسية و حكم الاسرة العلوية كان يتم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بمشاركة مسلمي و مسيحيي مصر باحتفال ضخم يليق بجلال و عظمة المناسبه و بارتباط المصريين بطقوسهم الاجتماعية المرتبطة بالاحتفالات الدينية.

وأشار الزهار إلى انه حتى يومنا هذا فان الاحتفالات الدينية في مصر سواء للمسلمين أو المسيحيين فإنها تمثل احتفالات اجتماعية و قومية يشارك فيها الجميع فنري كيف يحتفل المسيحيون فى مصر بأعياد المسلمين و يحرصون على الاشتراك فى عادات و تقاليد شهر رمضان الاجتماعية ، و كيف يقومون بشراء حلوي مولد النبي تعبيرا عن سعادتهم بعاداتهم الاجتماعية الموروثه ، كما نري كيف يحتفل المسلمون بأعياد المسيحيين و خاصة أعياد رأس السنة الميلادية .