قوات الأمن العراقية تحبط محاولات للاتجار بالآثار في بغداد وبابل والنجف
ضبطت القوات الأمنية العراقية اليوم/الخميس/عصابة لتهريب الآثار في حالة تلبس في كمين بمنطقة الكرادة وسط العاصمة (بغداد).
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن- في تصريح صحفي اليوم الخميس- إن فريق أمني ومن الجريمة الاقتصادية وخبراء من السياحة تمكن من إلقاء القبض على عصابة تهريب الآثار وسط مدينة بغداد، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
على صعيد متصل، ألقت قوة أمنية في محافظة بابل جنوبي العراق اليوم القبض على عصابة تتاجر بالقطع بالأثرية.. وذكر مصدر أمني أن جهاز الأمن الوطني قسم مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بالتعاون مع مديرية مكافحة إجرام بابل قبض على عصابة مكونة من ثلاثة أشخاص تقوم بالاتجار بقطع أثرية ترجع إلى العصور السومرية والبابلية.
وكانت محكمة تحقيق النجف أحالت متهمين اثنين بالمتاجرة بالآثار إلى محكمة الجنايات، بعد أن ضبطت قوة من جهاز المخابرات بحوزتهما إحدى أستار الكعبة الأثرية التي تعود إلى حقبة العصر العثماني التي قدرت قيمتها بنحو 5 مليارات دينار عراقي (الدولار يساوي1200 دينار تقريبا).
وقال قاضي المحكمة الأول غيث جبار أبو ناصرية- في تصريح صحفي اليوم/الخميس/- إن قوة من جهاز المخابرات في النجف تمكنت من ضبط المتهمين بحوزتهما إحدى أستار الكعبة، وأن هذه الستارة تعود بحسب المتخصصين في دائرة الآثار إلى العهد العثماني وتحديداً إلى العام 1808م خلال مدة تولي السلطان محمود الثاني الحكم.
وأضاف: أن الستارة الأثرية مطرزة ومزخرفة بخيوط من ذهب عيار 8 و 9 قيراط، وأن المتخصصين قدروا قيمة هذه القطعة الأثرية بنحو 5 مليارات دينار، وأنهم اعترفوا تفصيلاً بأنهم كانوا ينوون بيعها.
يذكر أن الآثار العراقية تعرضت منذ الغزو الأمريكي في 9 أبريل 2003 والمتاحف العراقية لعمليات سلب ونهب كبيرة، بعد سقوط النظام العراقي.. وكان مجلس الأمن وافق منتصف شهر فبراير الماضي بالإجماع على مشروع قرار روسي يقضي بتجفيف منابع تمويل تنظيم(داعش) والتنظيمات الإرهابية من خلال بيع النفط والآثار والفدية.. ويطالب القرار بتجريم كل من يشتري النفط من التنظيم وأيضا من جماعة "جبهة النصرة" وغيرهما من الجماعات المتطرفة والتي لها علاقة بتنظيم "القاعدة"، وتقديم المتورطين للعدالة كمتواطئين مع الإرهاب.
كما أن أن تنظيم (داعش) دمر آثار مدينة "الحضر" المدرجة على لائحة التراث العالمي والتي يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد.. كما جرف قبل أيام مدينة "نمرود" الأثرية، بالآليات الثقيلة مستبيحا بذلك المعالم الأثرية التي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وما بعده.. كما حطم قطعا أثرية نادرة في متحف الموصل بمحافظة نينوي شمالي غربي العراق، وفجر المتحف التاريخي ونهب وخرب ما فيه من مقتنيات أثري ومخطوطات تاريخية.. ويضم المتحف 173 قطعة أثرية وتماثيل لحقب تاريخية مرت بها حضارات العراق لاسيما حضارة ما بين النهرين بخلاف القطع الأثرية بمخازن المتحف.. وفجر (داعش) يوم 8 مارس 2015م منطقة "خورسباد" الأثرية شرقي الموصل بمحافظة نينوي شمال غربي العراق.. والتي تزخر بالآثار الآشورية القديمة.. وأسست "خورسباد" كعاصمة جديدة لمملكة آشور في زمن سرجون الثاني بعد وقت قصير من توليه العرش عام 721 قبل الميلاد.